السبت، 6 نوفمبر 2010

انتبه .. الراجي وحيران

يهجمان

على القصر الملكي . .

لايجادل أحد في أن حرية التعبير والصحافة حق أساسي من حقوق الإنسان، ولنا أن نعتز اليوم بما حققناه من توسيع لفضاءات التعبير وتنويعها، وبما وفرناه من ضمانات وحوافز للصحافيين حتى يثروا المشهد الإعلامي الوطني في كنف الحرية والشعور بالمسؤولية والالتزام بأخلاقيات المهنة، ولايخفى على أحد ما بذلته الشغيلة الصحفية من مجهود جبار في سبيل تثبيت دعائم الديمقراطية والتعددية، وتعميق روح الحوار والوفاق، إيمانا منها بمبدأ حرية التعبير كجزء لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان، ومن قناعتها بأن حرية التعبير والإعلام يجب أن تكون واقعا ملموسا وبعدا واضحا من أبعاد المشهد الوطني للحياة العامة، وأمرا ثابتا في البناء الديمقراطي.
والمتعارف عليه في كل بلدان المعمور أن الصحافة سلطة رابعة تمارس رسالتها بحرية مسؤولة في خدمة المجتمع، تعبيرا عن مختلف اتجاهات الرأي العام، وإسهاما في تكوينه وتوجيهه من خلال حرية التعبير التي تحدثنا عنها في مستهل هذا المقال، وممارسة النقد ونشر الأنباء، وذلك كله في إطار المقومات الأساسية للمجتمع وأحكام الدستور والقانون، بحيث أعطي للصحفي حق الحصول على المعلومات والأخبار المباح نشرها طبقا للقانون من مصادرها، سواء كانت هذه المصادر جهة حكومية أو خاصة، غير أن حرية التعبير هذه لاتعفي الصحفي من أن يلتزم فيما ينشره بالمبادئ والقيم التي يتضمنها الدستور، متمسكا فى كل أعماله بمقتضيات الشرف والأمانة والصدق وآداب المهنة وتقاليدها بما يحفظ للمجتمع مُثُله وقيمه، وبما لا ينتهك حقا من حقوق المواطنين أو يمس إحدى حرياتهم .
لكن الذي شدني كثيرا وجعلني أتناول هذا الموضوع هو انتشار ثقافة من نوع جديد يمكن أن نطلق عليها تجاوزا «ثقافة الاستعانة بالمواضيع الساخنة من أجل قضاء الأغراض الشخصية» وكذلك ماعرفته الساحة الصحافية مؤخرا من اختلاط الحابل بالنابل، وما أصبحت تعج به من أشباه الصحافيين، مما يوضح أن هؤلاء المحسوبين على الميدان ظلما وعدوانا، والذين يحسبون من هوات الكتابة عن الملك بشكل نقدي يصل إلى حد الاستفزاز، استغلوا الظرف وركبوا على المكاسب التي حققها الصحفيون الشرفاء بنضالهم، وشرعوا في تلويث الجو الصحفي ببلادنا، شاهرين سيوف الشر في كل الاتجاهات .. ناشرين التعابير البديئة والحاطة من الكرامة، غير ملتزمين بأخلاقيات المهنة، صابين جام غضبهم على كل من يخالفهم الرأي، أولايسايرهم في نظرياتهم، وقد ذهب بعضهم إلى الهجوم المباشر على ملك البلاد، غير مبالين بما جاء في الفصل التاسع عشر من دستور المغرب الذي ينص على أن الملك أمير المؤمنين والممثل الأسمى للأمة ورمز وحدتها وضامن دوام الدولة واستمرارها، وهو حامي حمى الدين والساهر على احترام الدستور، وله صيانة حقوق وحريات المواطنين والجماعات والهيئات، ولا بما جاء أيضا في الفصل الثالث والعشرون من نفس الدستور والذي ينبه إلى أن شخص الملك مقدس لاتنتهك حرمته.
وفي هذا الصدد وحتى لاأطيل استدل بواقعتين، أولاهما صدرت بتوقيع محمد الراجي، ونشرت بجريدة هسبريس الالكترونية يوم 07 يوليوز من السنة الجارية تحت عنوان الملك لا يعانق بالمجان، وفي هذا المقال - التافه - حقا يلاحظ مدى تحامل الكاتب على شخص الملك، وكيف ضرب عرض الحائط بكل ما جاء في الفصل الثالث والعشرون المشار إليه أعلاه، وعلى من أراد أن يقف على حقيقة هذا التحامل أن يرجع إلى صفحات هسبريس.
أما الثانية فهي طبعا بتوقيع مصطفى حيران الذي تُشتم من كتاباته دوما رائحة العداء لرائدي البلاد، سواء السابق أوالحالي، والمثل هنا واضح وضوح الشمس، بحيث ذهب إلى إجراء حوار - نشر على صفحات جريدة هسبريس الالكترونية هو الآخر يوم 08/ 07/2008 مع أحد الصحافيين الأجانب الاسباني( بيدرو كناليس) الذي يكن للمغرب ولحكامه، وكذا شعبه حقدا دفينا، ودون حياء ولا احترام لمشاعر المواطنين المغاربة الذين يكنون لملكهم حبا كبيرا، والذين يعبرون عن ذلك بتشبثهم بأهذاب العرش العلوي المجيد، محافظين على روابط البيعة التي وجدوها في أعناق آبائهم الأولين، منفذين ماجاء في الحديث الطويل لعبد اللـه بن عمرو بن العاص رضي اللـه عنهما، الذي قال فيه: " ... فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو مؤمن باللـه واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليعطه إن استطاع، فان جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر" ولكن السيد حيران ركب رأسه وأعطى لقلمه حق النبش في مقال كان قد نشره كناليس في الموقع الالكتروني امبرسيال، تناول فيه عدة أشياء تخص جلالة الملك محمد السادس، ودون أدنى مبالاة ساعده (كاتبنا المغربي) على التطاول على الأمور الداخلية للشعب المغربي، وهذه تعد مساهمة في التطاول على ملك البلاد، وهي في حد ذاتها جريمة واعتداء على حقوق الإنسان، ومحاولة الإيقاع بين الملك والشعب الذي يحب ملكه حبا لامثيل له رغم أنف الكائدين.
وأنا أتابع بقدر كبير من الأسى والأسف، وجدتني مضطرا لطرح السؤال التالي، ماالعمل أمام هذه الظاهرة المرضية المؤسفة المتمثلة في هواية الكتاب تناول مواضيع القصر والهجوم عليه، فلم أجد ملاذا سوى إعمال القانون بكل صرامة، وعقاب أولائك المرضى الذين لايحلوا لهم إلا اتخاذ شخص الملك كمواضيع يعرضون بها عضلاتهم على القراء، عبرة لهم ولمن يدور في فلكهم، وتصحيحا للمسار ونشر قيم المواطنة، رغم أن في هذا طريقا شاقا وطويلا، لكن علينا جميعا مسؤولية تاريخية للجم أفواه الحاقدين الواضعين العصا في العجلة، وكسر الأقلام التي لايسيل حبرها إلا لتلطيخ سمعة المغرب، وزعزعة أمن واسقرار البلاد، وبث الشك في نفوس المواطنين، وشغل بالهم بالشائعات .. ثم يبرز كذلك التساؤل التالي الذي مفاده : ماذا كان سيحدث لو تجرأ مثلا مصطفى حيران أو غيره من الصحافيين المغاربة على ملك اسبانيا موجها له انتقادات جارحة أو أي شيء من هذا القبيل، هل سيجد في ساحتهم من يتعاون معه، كما فعل هو وحاور كناليس وعمم فائدة مقاله، هذا من حهة، أما من جهة أخرى هل ستسكت السلطات الاسبانية على اهانة ملكهم .. هل و هل..؟ ولعلنا لازلنا نتذكر جميعا الحكم الذي صدر في حق إدريس شحتان مدير أسبوعية المشعل والقاضي بسنة واحدة سجنا موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قدرها 100 ألف درهم، بتهمة المس بشخص رئيس دولة أجنبية.
وفي هذه الحالة، أو ليس من واجب جمعيات المجتمع المدني المغربي، وكل القوى التي تمثل المغاربة أن ترفع دعوى قضائية ضد الصحافي الاسباني الذي زرع الرعب في المجتمع المغربي وتوقع للمغرب ولملك المغرب أشياء لاتمت للواقع بصلة .. أوليس من واجبها مطالبة الجهات التي بيدها زمام الأمور معاقبة
(الصحفي) المغربي الذي بإقدامه على إجراء الحوار المسموم سعى إلى قلب المواجع وزرع الخوف والهلع في صفوف المغاربة..؟ والأسئلة كثيرة في هذا المضمار
ملاحظة: دون أدنى شك، قد يقول بعضهم أن محمد زمران ملكي أكثر من الملك، وذلك لما أبديه من غيرة على ملكنا، ولكن لايهمني قولهم في شيء، ما دمت أني أعمل بما يقتضيه الواجب الوطني، والوازع الديني، وما تحتمه علي مهمتي في هذه الحياة، وخير جواب أرد به على من يلاحظ هذه الملاحظة (القافلة تسير وال......)
حشومة من السكيريتي
الى ليلى ..!

إذا كان اللـه تعالى لعن المرأة التي تتشبه بالرجل، فماذا عن الرجل الذي يتشبه بالمرأة ..؟ ومن هؤلاء الرجال من هم على استعداد لأن يبيعوا كل ما لديهم عزيز ،من أجل الحصول على منافع ذاتية .. ولاشك أن ليس أعز عند الإنسان من ضميره وكرامته، ثم المباديء، وهكذا يكون من تنازل عن مبادئه أو سمح فيها لامحالة أنه في القادم من الأيام سيكون مستعدا لهدر كرامته وحيائه .. وفي الأثر " اذا لم تستح فاصنع ما شئت " .
ولعل بعضهم لا يعلم بأن الحياة بدون كرامة لا قيمة لها ولا معنى، وعديم القيمة ،هو من يترك كل شيء يعيبه في نظر الناس يتمكن منه ويسيطر عليه بالمرة ويفقده القدرة على التحكم في حركاته وسكناته، الشيء الذي يجعله يبتغي رضى الآخرين في سبيل الوصول الى أهدافه، غير مبال أنه بذلك يقدم على جرح كرامته ،وهدرانسانيته، ويكون اذذاك قد فقد احترام الناس له، ومن وصل الى هذه الحالة لن تعوضه أية منافع أو مزايا عن ذلك.
و مناسبة هذه المقدمة هي الطريفة التي استوقفتني وأنا أشاهد لقطات من مسرحية بثتها القناة الأولى ليلة الجمعة الماضية، وحسب ماذكر أن عرضها سيعاد ليلة الخميس المقبل على خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط .. انها مسرحية " الاعلان في الجورنال " التي لعب فيها عزيز العلوي دور" ليلى" الدور المهزلة الذي استاء منه كل الرجال الذين كتب لهم مشاهدة المسرحية، وفي حينه تناسلت عدة أسئلة في الموضوع، منها على سبيل المثال: " ما هو الدافع الذي جعل هذا ( الممثل ) - بغض النظر عن كل الأسباب - يقبل لعب مثل هذا الدور، هل يا ترى انقرضت النساء ..؟ هنا الجواب بسيط جدا، لا شك أن الطمع هو المحرك الرئيسي الذي دفع (ممثلنا الهمام) ليفعل بنفسه ما فعل.
و حتى لايقوم بعضهم وينصب نفسه مدافعا عن الممثل المخطيء، ليبرر هذا الفعل بوضعنا أمام الأمر الواقع ويعود بنا الى زمن ولى ويعطينا مثلا حيا، كقوله مثلا لماذا الراحل بوشعيب البيضاوي كان يتقمص دور المرأة، هل هو حلال عليه، وحرام على عزيز العلوي ؟! لا .. ذاك زمن كانت فيه المرأة لا تملك الجرأة على الوقوف على خشبة المسرح لممارسة التمثيل، وان قام الممثل البيضاوي بتشخيص الدورالنسائي فذلك كان طبعا في غياب نساء ممثلات، بحيث كانت العائلات المحافظات بالمغرب لا تسمح لبناتها بالظهور على خشبات المسارح، أما اليوم يكون من البلادة بمكان أن يلعب رجل دور امرأة والساحة الفنية تعج بالعشرات
من الممثلات العاطلات اللائي ينتظرن فرص العمل، وحتى وان كان بوشعيب البيضاوي في ذلك الوقت يتشبه بالمرأة، فانه كان يؤدي الدور بتقنية فائقة وبأخلاق فاضلة، وليس كما فعل عزيزنا اليوم في دور ليلى، حيث رخص معاني التمثيل النبيلة بقيامه بحركات لا تمت للتمثيل بصلة .. ولست أدري كيف سولت له نفسه أن يتنازل عن عفته وكبريائه ويقبل بالانخراط في مثل هذه المهازل التي لا تشرف معشر الممثلين، واذا سلمنا بما قاله أحد الظرفاء الذي علق على ما رآه .. بأن عزيز العلوي اختارعن قصد القيام بهذا الدور المشين ليكون بطلا وحديث الرأي العام الوطني، ظنا منه أن ذلك سيجعل نجمه يسطع أصفرا كنور الشمس في أيام الصيف، ولكن ردا على صاحبنا الظريف وقبل أن يضيف أي وجهة نظر أخرى، أبادره بما يلي: سبق ل.عزيز أن عرفه الجمهور المغربي بكلمة " حبيبي" من كثرة ما كان يرددها وب."السكيريتي" وهكذا كان الناس يمزحون معه بالكلمتين عند لقائه، أما اليوم أفلا يستحيي صاحبنا وهو يسمع الصغار قبل الكبار ينادونه باسم ليلى الأسم الذي اشتهر به في مسرحية "الاعلان في الجورنال " ؟
أرى و يرى معي كل الملاحظين لما يجري في الساحة الفنية أن هناك أناس (عاجبينهم روسهم ) يدعون ملكية الزعامة والريادة في كل شيء، وهم في الحقيقة ليسوا الا متطفلين لا يخجلون أبدا .. يملكون ( الصنطيحة ) ويدافعون لنصرة مواقفهم الخاصة حتى ولو كانت تتنافى وتتناقد مع الروح الفنية ومع ما ينتظره جمهور المتلقين منهم.
و كما قال الشاعر الانجليزي صاحب القصيدة الشهيرة " أغنية الى الريح الغريبة ": اذا حل الشتاء هل يمكن للربيع أن يكون بعيد جدا ؟! و أقول أنا محمد زمران في مقالتي هاته: اذا وصلت الوقاحة بممثل مغربي أن يتشبه بالمرأة في وجود العشرات من النساء الممثلات، هل يمكن انتظار تدمير كافة مقومات الوطن الفنية والمعنوية طويلا ؟!
في واقع الأمر ان فعلة عزيز العلوي تعد اهانة لرواد الفن المسرحي الذين ناضلوا أمدا ليس بالقصير من أجل تكريس الاحترام للفنان المغربي وتمكينه من أن يرفع رأسه عاليا، ومن العار الكبير أن يتجرأ بعض المبتدئين في الميدان من مرضى النفوس وعديمي الضمائر ويحولوا بين عشية وضحاها كل ما تحقق بمجهود جبار الى سلوك مقرف يفسد الواقع الفني .
و لا يسعني في ختام هذه الاشارة المتواضعة الا أن أقول بعد الحوقلة للـه في خلقه شؤون.
الشعب أكبر من خردة رمضان  

الأعمال الفنية الخالدة هي نتاج عقل واع وفكر عميق .. فهي لا تموت رغم طول الزمن وتقلباته .. بل تفرض نفسها على الأجيال المتعاقبة لتنهل منها الثقافة والمعرفة، ولكن نجد أن ما تقدمه القناتين التلفزيتين ( الأولى و الثانية ) في اطار الفكاهة خلال شهر رمضان هذه السنة لا يمت بصلة لما استهليت به مقالي هذا، وفي هذا السياق فقد أسيل مداد كثير، وكغيري من الملاحظين على الخصوص، والمشاهدين على العموم وجدتني أدلي بدلوي للمساهمة في توضيح بعض الأمور، وهكذا يمكن القول بأن الفترات الفكاهية الرمضانية أثارت استياء عدد كبير من المشاهدين ان لم أقل كلهم، وهذا ما جعلني أطرح السؤال التالي: هل من المنطقي أن نكون ونحن نفتخر بأننا في عهد جديد تعمه التطورات والابتكارات والتطلع الى ما هو أفضل والمزيد من التقدم ، وننادي بالقطيعة النهائية مع الزمن البائد دون أن تكون لنا وسائل اعلام عمومي تحترم النظارة المغاربة الذين يساهمون بدورهم في تمويل القناتين من خلال المكس لانعاش الفضاء السمعي البصري؟
وهل لانستحق كشعب أن تكون لنا قناتين تحترم وتحب جمهورهما وتترجم هذا الحب والاحترام بالعمل على انتقاء ما تقدمه له كمواد للفرجة .. ؟ بدل الرجوع الى الوراء واستعمال أدوات أكل الدهرعليها وشرب وطالها النسيان .
لكن ما يحدث الآن يتبث العكس، بحيث أن الأعمال التي تتفضل القناتين ببثها بعد آذان المغرب ترسم سحابات من الخجل على وجوه كل من قدر له الجلوس أمام الشاشة الصغيرة، رغم أن بعض أبطالها لهم تاريخ يشهد لهم بعطاءاتهم التي أغنوا بها الساحة الفنية ، وقدموا أعمالا جعلت المتلقي يولي اهتماما بالغا لهم ويتوق الى المزيد من سبر أغوارالمواضيع الجريئة ذات البعد الاجتماعي والانساني .. والمعبرة على نبض الشارع ، ولاينتظر التهريج وأعمال تشبه أعمال )الحلاقي( انما يسعى الى تلقي فرجة صادقة وأداء مميز ينضاف الى تراث تاريخهم الفني ويثري الساحة الفنية.
ولما كان أهم ما في المسلسلات أو التمثيليات والفقرات الترفيهية هو انها تشد المشاهد من أول لحظة، وتختطفه من نفسه وذاته لتدخله في ذاتها، فان هذا لم يحصل أبدا منذ أول بث لهذه الأخيرة خلال هذا الشهر الفضيل، لأن ما يقدم لا يرقى الى ما يطمح اليه المشاهدون، ولم يأت البتة بأي جديد، اللهم الا الكلام الساقط والحركات التي أقل مايمكن أن يقال عنها أنها لا ترقى الى مستوى المشاهد المغربي المتعطش الى الترفيه عن النفس بعد يوم طويل من الصوم و من تعب الحياة.
والحق يقال اننا كسائر النظارة لم نفهم أبدا كيف ل.فنانين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : محمد بسطاوي، عبد اللرحيم بركاش، غبد القادر مطاع، حمادي عمور، و غيرهم نالوا في ما مضى اعجاب ورضى المشاهدين ينخرطون دون سابق إعلام في اعمال لا تستحق الا أن تنعت ب. المهزلة الفنية التي أصابت جمهور المشاهدين بالغم والنكد اللذين فسحا المجال لأن تتسرب الى نفوسهم آفة الحياة البشرية و التي هي الملل، الشيء الذي جعلهم يعيشون حالة صعب فيها عليهم عملية التحصيل والقدرة على التركيز.
و عليه أرجو من صميم القلب أن يتحرك المسؤولون بالقناتين المغربيتين ليقوموا الأشياء ويصلحوا مسارها، لأن في ذلك صلاح لشعبنا .. وحدا لنشاطات الطوفان الذي يغزو بلادنا يوما عن يوم عبر الفضائيات الأجنبية، وليتذكر هؤلاء المسؤولين أن الشعب الذي يتعاملون معه أكبر بكثير من ( الخردة ) الرديئة التي تقدم له كبرامج ترفيهية بمناسبة شهر رمضان الكريم.
تصحيحا لمعلومات

مقدم برنامج نغموتاي

قال قيس المجنون للعاقلة ليلى

" أنا قيس قبل الزواج،
وقيس بعد الزواج .. لن أتغير ولن أتحول"
وكذلك قال أو يقول (عادل بالحجام) مقدم برنامج نغموتاي الذي تبثه القناة الأولى، أجل يقول أنا هكذا وهكذا أنا، لن أتغير ولن أغير أسلوبي في التعامل معكم، سواء تعرضت للنقد أو لم أتعرض له .. وما يدل على ذلك، هو أن صاحبنا رغم عدة رسائل مفتوحة وجهت إليه لازال متماديا في تصرفاته التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لا تمت بصلة لرجل مهني، هدفه جذب المشاهدين إلى تتبع برامج القناة الأولى في عصر تشهد فيه وسائل الإعلام المتمثلة في القنوات المتعددة الدور الريادي في بث الخصوصيات الثقافية والفنية والترفيهية .. وتترجم المناخ العام للدول.
وفي هذا السياق، يجب أن يعلم "ميسترو" برنامج نغموتاي، وألا ينسى أن الكثير من الناس لم تعد تشدهم الأساليب الرخيصة المراد منها جذبهم .. وقد ضاقوا ذرعا من التلميحات اللاأخلاقية .. والحوارات السخيفة مع الضيوف، هذا من جانب.
أما من جهة ثانية، فان السيد المقدم - ليس مقدم الحي- بل هو مقدم برنامج نغموتاي فقد أدت به - ربما- جرأته خلال الحلقة الأخيرة من البرنامج إلى استضافة المصري توفيق حلمي وكأن كل الفنانين المغاربة نالوا حظهم من التكريم الذي دأب البرنامج على إقامته لهم - نحن لسنا ضد تكريم توفيق حلمي، ولكن ضد إعطاء الأولوية للأجانب على حساب فناني البلد- ( صدقة صدقة في المقربين أولى) الشيء الذي يفسر أن عادل يريد أن يقول بأن الساحة الفنية المغربية أصبحت فارغة من فنانين في مستوى برنامجه، فما هذه السخرية التي تعدت حدود الأخلاق والأدبيات ؟
وخلال فقرات البرنامج أثار انتباهي ما آل إليه صاحبنا من غلط، حيث في مجرى حديثه عن فوز الفنانة نادية أيوب رفقة توفيق حلمي طبعا بإحدى الجوائز، فقد ذكر مقدم البرنامج بأن نادية أيوب فازت بالجائزة الكبرى في مهرجان القاهرة، ولتصحيح معلوماتك أيها المنشط العنيد، فان نادية سبق لها أن فازت فقط بالجائزة الأولى، أما الجائزة الكبرى وبإجماع أعضاء لجنة التحكيم بمهرجان القاهرة الثاني، لعلمك فقد كان الفوز بها من نصيب الموسيقار عبد الوهاب الدكالي من خلال رائعة "سوق البشرية" التي برع في صياغة كلماتها الخالدة الشاعر الغنائي المتميز الأستاذ عمر التلباني، وتزكى ذلك الدراسة الهامة التي أنجزتها الدكتورة نعيمة الواجيدي أستاذة جامعية وباحثة، تحت عنوان : النص الزجلي في الأغنية المغربية "سوق البشرية" نموذجا، - للقاريء موعد لاحق مع نص الدراسة -
جميل أن تلتفت القناة التلفزية إلى جنود الماضي .. الوجوه الفنية التي أبلت البلاء الحسن وأعطت الكثير، وتركت بصمات يشهد بها التاريخ الفني .. ولكن الذي ليس جميلا هو أن يتعامل البرنامج بمنطق التمييز في حالات التكريم ويجعل الفرق شاسعا بين الفنانين المغاربة ونظرائهم الأجانب (شي براد من النوع الفلاني وشي غير قضي باللي كاين) أضف إلى ذلك المعلومات المحدودة المصحوبة بأغلاط لاتفي أعمدة الفن ببلادنا حقهم من التعريف ولاتخدمهم البتة.
على أي فنحن إذ نتطرق لهذا الموضوع لا نريد انتقاد البرنامج بقدر ما نريد توجيهه وإثارة انتباه مقدمه إلى ما يتوجب عمله ليعطي المنتظر منه.
لا .. لبرامج تلفزية تهدم أسس مجتمعناالفيلم التلفزي " قصة حب " نموذجالعل ما يتبادر إلى الذهن من أول وهلة يجلس فيها المرء أمام شاشة من الشاشتين المغربيتين (الأولى أوالثانية) هو أن القناتين التلفزيتين تفتقران إلى وجود لجان استشارية ومختصة، تقوم بدراسة ووضع الخطط المناسبة للبرامج المعروضة، وهذا ما يجعل من الوضع القائم أمرا غير مقبول، لأنه يعتمد على الفوضى وعدم التنظيم، وذلك بسبب ما تعرفه قناتينا من برمجة لمسابقات لايخرج منها المتلقي بأية فائدة تذكر .. ثم التسلية التافهة، وكثرة الإعلانات الاشهارية التي تخدش الحياء .. مع ما يواكب ذلك من مسلسلات وأفلام لاتليق بمقامنا كمسلمين من حقنا على إعلامنا الرسمي إمدادنا - مع العلم أننا نعد من ممولي القناتين - ببرامج تسهم في وصل الإنسان بربه وتعريفه بوظيفته ومركزه في الحياة الدنيوية.

على العموم المتتبع لبرامج المؤسستين المذكورتين أعلاه يلاحظ أن جل البرامج هي مستوردة من الأجنبي، ويتم عرضها على المشاهدين المغاربة بلا رقابة، ليشاهدها الملايين من شعبنا دون الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الأساسية بين مجتمعنا الإسلامي، وتلك المجتمعات الغربية التي تخالفنا في العقيدة من حيث المبدأ .. ناهيك عما يترتب عليها من اختلافات وفوارق خطيرة في العلاقات الاجتماعية والأسرية، وفي نظرتنا المتميزة للحياة الدنيوية، ووظيفة كل إنسان مسلم فيها.

ويجب أن لاننسى، ولاينسى معنا المسؤولون عن وسائل الإعلام المرئي ببلادنا، أن الإنسان قد يتأثر من مشاهد العنف، وكذا المشاهد الساقطة بشكل مستمر في البرامج المتلفزة، الشيء الذي يستطيع رفع مستوى الإثارة النفسي والعاطفي عند المشاهدين، - وخصوصا منهم الذين هم في سن المراهقة - مما يؤدي إلى احتمال حصول السلوك العدواني مثلا عند الطفل الذي يكون أشد تأثرا وأسرع استجابة لما يشاهده في تلفزتي بلاده.

ربما يتساءل البعض ما سر هذه المقدمة، نعم إن ما جعلني في الحقيقة أخط كل هذه الجمل والفقرات، وأعمد إلى الحديث عن وضع أسيل في حقه مداد كثير وأصبح معروفا من لدن الجميع من فرط تكراره، هو إقدام القناة الثانية (2M) ليلة الجمعة ( عيد المؤمنين يا حسرة) 02 يناير الجاري على عرض لما أسمته ب.الفيلم التلفزي " قصة حب " الذي انتج سنة 2001، هذا الفيلم الذي ضم لقطات أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ساقطة، كما أنها تضم إيحاءات جنسية ، مما يجعلها خطرا على أخلاق الناس وذوقهم، علاوة على ما عرفته لقطاته من اهانة موجهة إلى الموظف على لسان الممثل حميدو، أظن أنها تسيء إلى كل المنتمين إلى سلك الوظيفة العمومية، بحيث وصف الموظف ب. (الزبل والذي يموت من الجوع ) و.. و.. ويضيق المجال لذكر كل الأوصاف التي نالها الموظف المسكين.

سيقول بعضهم، وهذا أمر لامراء فيه، إن الفيلم يعالج ظاهرة أصبحت مستشرية في المجتمع المغربي، وتثير استياء واستنكار الجميع، أجل هذا أمر جيد نشجعه ونباركه لو كان هذا هو القصد، ولكن لايمكن علاج ظاهرة بعرض لقطات تلفزية تبث في ساعة الدروة يكون من شأنها تفريق أفراد العائلة وتفسد عليهم لحظات راحتهم وسكونهم، وتنشر بينهم ما بوسعه أن يثير شهيتهم لسلك سبيل الدعارة، وقد كان من حظي أن أصدم بمشاهد هذا الفيلم الذي لاتشرف المشاهد المغربي رؤيتها، واني هنا لاأقصد نشر الغسيل أو إذاعة أسرار، بل أقف موقفا نقديا لما تعلق الأمر باستهداف ذوق وقيم المجتمع .. ولاعجب، فهذه مهمتي في هذه الحياة، لأني أمتهن مهنة المتاعب، ومن المعلوم أن الصحفي هو ضمير الأمة، ومن واجب هذه الأمة علي كصحفي أن أمتلك الجرأة في التعبير عن رأيها، والتنبيه إلى ظاهرة اجتماعية غير مألوفة، وقد عملت بقولة تشي جيفارا " إن الطريق مظلم وحالك، فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق " لهذا فان سكتت أنا كصحفي وسكت الآخر كمتلقي فمن ياترى سيغير المنكر..؟!

إذن لايجادل أحد في أن مثل هذه البرامج والأفلام والمسلسلات بمقدورها تهديد الأجيال الناشئة التي تمتماز بسرعة التأثر وقابليته .. وقد آن الأوان للتفكير في اتخاذ خطوات جادة لإصلاح ما فسد .. وتدارك ذلك الآن وليس غدا، قبل أن تتراكم الأخطار وتعظم التأثيرات الخطيرة، وتصبح أنماطا حياتية متأصلة في حياة النشء، فمن الواجب على مسؤولي القناتين التفكير في البرامج البديلة التي تستطيع أن تسهم في تنمية التفكير ايجابيا، والوصول إلى نظام حياتي متكامل، ليس غريبا عن ديننا وعقيدتنا، حتى نستطيع أن نتفرد عن غيرنا ونتميز عنهم، ولانكون أتباعا لهم وذيولا، فعزة الأمة ونصرها ينبعان من داخلها، ولايمكن استردادهما من الغير.
من قمة إلى قمة .. وماذا بعد،
يانيام هذه الأمة..؟ !
لأول مرة في حياتي المهنية أمسك القلم مركزا على الورقة .. أنتظر عقلي أن يرسل بمخزونه للقلم ليكتب، طال الوقت ولم يكتب شيئا .. الورقة لازالت بيضاء كما هي، هل انتهى الكلام ..؟ هل مشاكل الدنيا انتهت ..؟ هل جف القلم ..؟ أم أني تعبت من الكتابة ..؟ لا.. ولا، لاهذا ولاذاك، انه فقط الحدث .. الحدث الذي هو أكثر وأكبر من أن يستوعبه عقل أو يتحمله قلم .. حدث شيوع خبر المجزرة المروعة التي تعد أكبر مجزرة منذ 1948، والتي أقدم عليها الجيش الصهيوني الغاشم في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، خارقا بذلك القوانين والأعراف الإنسانية في وقت يتأهب فيه العالم للاحتفال بمقدم السنتين الجديدتين (الهجرية والميلادية ) وسرعان ما قفز إلى ذهني السؤال التالي: القضية الفلسطينية هل هي عربية أم إسلامية..؟ واهتديت في الأخير بأن هذه المسألة أسالت الكثير من المداد، وأثارت جدل عدد كبير من رجال الفكر والثقافة في الوطن العربي والإسلامي على حد السواء، حيث حاول كل من انبرى للمسألة الانتصار بطريقة أو أخرى لأحد الرأيين اللذين يحكمانها .. قال فريق بعروبة القضية، لأن الصهيونية تستهدف بناء إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات على انقاض العالم العربي، وهذا كلام ابن جوريون (David Green 1886/1973 حينما أعلن عن قيام إسرائيل: " ليست هذه نهاية كفاحنا، بل إننا اليوم قد بدأنا، وعلينا أن نمضي حتى نحقق قيام الدولة التي كافحنا من أجلها، من النيل إلى الفرات"، وقد سئل سنة 1957 عن عودة الفلسطنيين إلى أراضيهم، فقال: " ان عقارب الساعة لن تعود إلى الخلف "، ومن أقوال هذا المجرم أيضا: " بالدم والنار سقطت يهود وبالدم والنار ستقوم ثانية" ويظهر جليا أن ورثة عدو الإسلام اللذوذ سائرون على خطاه .. لهذا يجوز القول بأن العرب هم المستهدفون من المشروع الصهيوني، وبالتالي القضية قضيتهم ولا دخللأحد غيرهم فيها، وذهب الفريق الثاني إلى أن الفلسطنيين ماأخرجوا من ديارهم إلا لأنهم مسلمون يؤمنون باللـه ربا وبالإسلام دينا، وكما هو معروف منذ الأزل ففلسطين ليست مجرد وطن عربي فحسب، بل هي أرض مقدسة باركها اللـه وربطها بالعقيدة الإسلامية، فيها المسجد الأقصى مسرى رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم، ومهبط الوحي وأولى القبلتين وثالث الحرمين، ولذلك فهي لاتخص الفلسطنيين وحدهم ولاتخص العرب وحدهم، بل تخص المسلمين جميعا أينما كانوا، والعمل على تحريرها فريضة إسلامية في عنق كل مسلم، لكن الواقع يقول غير هذا، لأن المسلمين يتعاملون في كل هجمة شرسة على الأراضي الفلسطينية، ومايتخللها من دمار واسع وسقوط جثت الشهداء، قلت يتعاملون مع كل هذا كمشاهد من مسلسل تلفزيوني، أو عرض مسرحي من الزمن القديم، رغم أنها (المشاهد) هي أسوأ ما تحتفظ به الذاكرة.

ولعمري ذلك هو الهدر .. وذلك هو الجدال الفكري العقيم .. جدال لايفرز إلا مهاترات كلامية تساهم في تجميد النضال وتولجه سجن العدمية واللافعل، إن المسألة - الإشكالية في عرف المثقفين ورجال الفكر- قائمة برمتها على أسس مغلوطة مؤطرة بنيات خبيثة ومبيتة تستهدف خلق الولاءات وتشتيت حركة الجهاد، وبالتالي ضرب القضية في العمق، وإلا فلماذا تجرأت وزيرة خارجية إسرائيل وهي فوق أرض الكنانة على الإعلان عن اجتياح شامل لغزة، دون أن تحمر وجنتاها من الخجل، أوتجد من يغير هذا المنكر ممن كانوا محلقين حولها، وكأنها ما كانت بزيارتها هذه تبحث إلا عن الضوء الأخضر لمباشرة العدوان على الفلسطنيين وخلال هذا الذي هو من الأشهر الحرم التي حرم اللـه فيها القتال، وعليه .. فالانشطار الفكري وتقسيم الولاء يوهن الجسم الصامد ويورث من ثم المزيد من الهزيمة، ووقائع التاريخ خير شاهد على ذلك .. مجازر جماعية وإبادة أبناء الشعب الفلسطيني أمام أعين الأمة العربية التي لم يعد بمقدور حكامها إلا إعادة تشغيل الأسطوانات المشروخة منذ أمد بعيد، المتمثلة في التنديد والإدانة والدعوة إلى التضامن المطلق - ولكن بعيدا عن أرض الوغى- وانعقاد القمم والمؤتمرات وغيرها من الاجتماعات التي لاتنفع ولاتضر مثلها مثل حليب الحمـا.. (حاشاكم) ولاغرابة أن يتقرر عقد قمة طارئة على هامش هذه المجزرة، ومتى ذلك ياترى ..؟! قيل واللـه أعلم يوم الجمعة المقبل، إذن واجهوا الموت أيها الفلسطنيون وانتظروا توصيات وقرارات القمة التي سوف تنعقد أو لا تنعقد ( انتما وزهركم ) وهذا هو الوضع الذي شجع الاسرائليين على التمادي في غيهم، بحيث أنهم يعرفون أكثر من غيرهم بأن العرب لاتجمعهم أية وحدة، وهم والاتفاق متخاصمون، ولو لم يكن الاسرائليون يعلمون هذه الصفة التي تجمع حكام العرب لما تجرؤوا على الإقدام على فعلتهم هذه.

إن الجهاد ياسادة على أرض فلسطين ينبغي أن يبقى مجردا من أي لباس إيديولوجي، ولنتذكر جميعا ماخسرناه من الاعتمادات على الاتحاد السوفياتي في إقامة الدولة الفلسطينية .. بحيث بين عشية وضحاها تفككت أوصال الجمهورية السوفياتية وتبخرت في الهواء الأحلام العربية .. إن العرب و المسلمين مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالاتفاق حول هذه الحقيقة الواضحة: معركتنا مع اليهود معركة حضارية شاملة وليست معركة سياسية تحل بالمفاوضات، والخطب الفارغة والتحلق حول موائد الولائم والتوسع في الملذات والشهوات، من المآكل والمشارب، مع نسيان أن البطنة تذهب الفطنة، ولاينبغي المزيد من بعثرة الجهود بالاختلاف حول الاختيار بين النظرية الإسلامية والنظرية العربية القومية، فلا يهم أن يكون القط أسود أو أبيض، المهم أن يصطاد الفئران ..!

للإشارة فقد تناولت اليوم هذا الموضوع لأشارك من جهتي إخواني الكتاب في التعبير عن إدانتي للتصعيد الخطير، وبالمناسبة أضم صوتي إلى كل الغيورين الذين يدعون دول المجتمع للتصدي لإسرائيل من أجل ثنيها عن أعمالها الإجرامية التي تهدد الأمن والسلم على صعيد المنطقة، رغم أن هذا ( التصدي ) مرهون بتوفر الإرادة لضمان ذلك.
العرب لايملكون
إلا الصبر والانتظار ...!
نصح العرب بالصمت .. لأنهم إذا تكلموا فقد يغضبون (...) قيل لهم مهما كان ويكون لا تنفعلوا ف. " غضب " - اللي على بالكم - قد يكون حادا كطبعه، وكلامه، وتصرفاته .. وقد يهدم " الهيكل " على رأس الجميع .. والهيكل هنا هو تركيبة السلام الهش، الذي قد يأتي أو لايأتي، والذي ورثه من السلف الراحل.
وقيل للعرب أن يصبروا .. وقيل للعرب أيضا أن ينتظروا، الانتظار.. الانتظار.. وإلا الغضب ..! والعرب صامتون، صابرون لايتكلمون .. للأوامر منفذون، مثلهم في ذلك كمثل الدابة التي يشد صاحبها حبلها متى شاء ويطلقه متى شاء، منتظرون وكأن على رؤوسهم ألف طير، لاطائرا واحدا .. يختارون كلماتهم- إن هم سمحت لهم الظروف بعد إذن (...) طبعا - بدقة، يراجعون تصريحاتهم بأناة، ويحسبون خطواتهم وكأنهم يتعلمون " الحبو ".
لامانع في هذا الوقت لدى الذين نصحوا العرب بالصمت، و الصبر، والانتظار، لو تداول العرب في أمرهم واجتمعوا، وتشاوروا، شرط أن لايصدروا قرارا، وان كان هناك من قرار فليكن .. قرار الانتظار،فالانتظار في نظر صاحب النصيحة هذه الأيام فضيلة، خاصة واننا أمة أدمنت الانتظار .. منذ عام 1948 ، ونحن في حالة الانتظار، كل تاريخنا في أكثر من نصف قرن كان تاريخ انتظار .. من انتظار الثأر إلى انتظار النصر، ومن انتظار التحرير إلى انتظار الصمود .. ومن انتظار إزالة آثار الهزيمة إلى انتظار العدالة، حتى لملمنا حقائبنا في إحدى المرات وجلسنا على باب مجلس الأمن، ننتظر معجزة لتطبيق قراراته، وسرعان ما حولنا الحقائب إلى مدريد، حيث قيل لنا إن قرارات مجلس الأمن ذهبت إلى هناك، وذهبنا إلى عاصمة الأسبان زرافات وليس وحدانا، وكان حلمنا أن نغادر قاعة الانتظار التي فرضت علينا الإقامة بها، ولكن من يومها ونحن ننتظر .. فما المانع اليوم إذا انتظرنا وصبرنا قليلا ؟!
في أحد كتبه يروي محمد حسنين هيكل على لسان الزميل الكبير أحمد بهاء الدين : أن الرئيس أنور السادات بعد زيارته الشهيرة إلى القدس استدعاه وقال له وعلى شفتيه ابتسامة عريضة : - من يعرفون السادات يعرفون ابتساماته التي كانت تخفي الشيء الكثير- ما الذي تنوي أن تفعله الآن ؟ ودهش بهاء واسوضحه ما يقول، ورد عليه الرئيس: لأنك وغيرك من الكتاب أصبحتم فجأة بلا عمل .. إنكم عشتم طويلا على الكتابة، عن الصراع العربي - الإسرائيلي، وهذا انتهى الآن، وانتهت معه الموضوعات التي لم تعرفوا غيرها للكتابة !! واستطرد الرئيس السادات يقول انه يرثي للكتاب السياسيين الآن.
وقد مرعلى هذا الكلام ما يقارب ثلاثة عقود، ورحل الرئيس أنور السادات إلى العالم الآخر ولم ينته الصراع العربي – الاسرائيلي، كما توقع، أو كما كان يعتقد، ولم نتوقف نحن معشر الكتاب عن الكتابة كما تصور في خياله .. ولم يصل العرب طيلة هذه المدة إلى تحسين أوضاعهم وتطوير أساليب تدارسهم للقضايا التي تهم مصيرهم، وفي رأينا أن أمامنا نصف قرن آخر من الكتابة ، إذا أمد اللـه في عمر أحدنا .. ومع ذلك لانجد إلا الانتظار، وربما ومن يدري تتبدل الأوضاع في يوم من الأيام ولو في الأحلام ، ونودع الانتظار الذي مل صبرنا.
ســــــير تقرا
اسي الوزير...
كانت الجلسة الأسبوعية للأسئلة  الشفوية بمجلس النواب يوم الأربعاء 07 نونبر الجاري في بدايتها هادئة، وكانت الأمور عادية حتى شرع رئيس الجلسة في إعطاء الكلمة للنائب البرلماني " أومولود" هذا الأخير الذي أراد من أولها أن يبحث عن النجومية أو بالمعنى العامي ( يبين حنة ايديه ) وذلك بممارسة الشغب داخل القاعة، بحيث ذهب إلى تصحيح الخطأ الذي نطقه رئيس الجلسة لما هم بإعطائه الكلمة، وهو يصيح بأعلى صوته و يلوح بيديه: أنا اسمي أومولود وأ خذ في تكرار المؤاخذة .
( مؤاخذة الرئيس على الخطأ المقترف عن غير قصد ) واكتملت القصة لما جاء دور نفس البرلماني لطرح سؤاله على السيد نزار بركة (الصورة) ، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، والذي كان حول غلاء الأسعار وما ترتب عن هذا الغلاء من وقائع .. المهم إلى هنا والأمر عادي، ولكن الشيء الذي اهتزت له قاعة قبة البرلمان وفغر الحاضرون بمجرد حدوثه أفواههم دهشة، واستسلم بعض النواب إلى الضحك بصوت عالي رغما عنهم، - ولاشك أن سبب الشعور بالصدمة الذي تولد لدى الكثيرين ممن حضروا الجلسة - هو أنهم فوجؤوا بتصرفات زميلهم الذي عمل على خلق سابقة من نوعها في البرلمان المغربي، وذلك لما ألح بشدة على بسط سؤاله باللهجة الأمازيغية، رغم تدخل رئيس الجلسة الذي اعترض بطريقة حضارية منبها إياه بضرورة إلقاء السؤال باللغة العربية لطبيعة الجلسة التي تضم نوابا من جميع الجهات، وكذا المشاهدين الذين يتابعون جلسات مجلس النواب من جهة، ولتعميم الفائدة من جهة ثانية، لكن النائب المحترم ركب رأسه وفي تعنت يوحي بخلق مشاحنات أخذ يصيح بأعلى صوته مرة أخرى وهو يقول: أنا شلح وغادي ندوي غير بالشلحة اللي كيضمنها الدستور، الفعل الذي أحرج رئيس الجلسة وجعله يفقد توازنه، وقد تغيرت ملامح وجهه ولم يعد يعرف ماذا يقدم أو ماذا يؤخر، وربما في قرارة نفسه كان يلعن اللحظة التي قدرعليه فيها أن يترأس هذه الجلسة التي كانت في الحقيقة سابقة في حياة البرلمان المغربي، وقبل الرئيس طرح السؤال باللهجة الأمازيغية عن مضض، ولسان حاله يقول: ( اللـه يدوز هذا النهار بخير ) أما الوزير فلم يملك المسكين إلا النظر يمينا ويسارا لأنه كان يسمع كلاما لا يفهم معناه، ورغم حيرته، فقد أجاب عن الأسئلة المطروحة عليه حسب ما خطط لها مسبقا، وحين أعطيت له الكلمة مرة أخرى في إطار التعقيب، عاود النائب المعني بالأمر الكرة وتمادى في إصراره على مخاطبة الوزير، بل جميع الحاضرين باللهجة الأمازيغية، ولما ضاق الرئيس ذرعا من هذه التصرفات، حاول حث النائب على التحدث باللغة العربية وإفهامه بأن الوزير لايفقه شيئا في اللهجة الأمازيغية، حينها انتفض النائب بقوة وبحركات فريدة من نوعها صارخا في وجه رئيس الجلسة، وهذه المرة باللغة العربية بما يلي ( احنا تعلمنا العربية بمشقة والى ماكانش كيعرف للشلحة يمشي يقرا ) - موجها الكلام طبعا إلى الوزير-
وهنا يجدر بنا أن نوجه السؤال التالي: " ألم يكن الأحرى بالسيد النائب المحترم أن ينضبط لما يجري به العمل داخل قاعة مجلس النواب وأن لا يقوم بهذا السلوك الذي قد يفسد الواقع النيابي، وافترضنا لما كان ملحا على التعامل بلهجته - لاثارة الانتباه - لماذا لم يصحب معه ترجمانا ليفسر للعموم ما جاء في كلامه ليكون بذلك قد أفاد واستفاد..؟!
ولا يفوتني أن أحيل السيد النائب، بطل الفوضى التي عمت قبة البرلمان وعلق عليها أحد الظرفاء قائلا : " يلزمنا أن نستعين ب. جوجل (Google ) من أجل تفسير
ما يقوله بعض النواب الذين يريدون فرض أنفسهم لحاجة في نفوسهم " قلت أحيل السيد النائب على تصدير الدستور المغربي الذي قال انه يضمن حق "الشلحة"
والتصدير كما يلي المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، لغتها الرسمية هي اللغة العربية ... وللتذكير فاني لا أريد أن يذهب بعضهم لتفسير هذا بأنه ينفي اللهجات الأخرى، وإذ اثير هنا تعامل نائبنا ، فاني لست ضد التحدث أوالحديث باللهجة الأمازيغية أوغيرها من اللهجات المتداولة في المغرب، بل أنا ضد خلق مشاكل واهية وزرع بوادر التفرقة بين أبناء هذا الوطن الذي ما صدق أهله أنه أوشك على وضع رجليه على السكة المستقيمة.
إذن لماذا كان إصرار السيد النائب البرلماني على خرق هذا التصدير وجعل لغة الحوار هي اللهجة الأمازيغية بدل اللغة العربية ضدا على كل الأعراف والتقاليد؟
النقابة الحرة للموسقيين المغاربة
اسم على غير مسمى !
لا يجادل أحد في أن الأهمية الكبرى والمسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتق أي جهاز يعهد إليه بتنظيم وتأطير المنتمين إليه، الذين تربطهم به انخراطات، هي الذوذ عنهم، والدفاع عن حقوقهم، بعيدا عن التعامل بأساليب الزبونية والتدخلات لحاجات تخدم جهات دون غيرها.
إذن من واجب أي جهاز جهاز، كان منظمة .. جمعية .. رابطة أو نقابة، من واجب كل هذه الجهات أن تكون لسانا للذين تمثلهم .. يدافع عن مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية ودراستها دراسة منهجية والانكباب عليها بكل جدية من أجل الوصول إلى حل ناجع، ولايتأتى ذلك إلا بالتخطيط الدقيق الذي تدعمه الدراسات العميقة لشتى خطوات ومراحل العمليات التي تقوم بها كل جهة من هذه الجهات.
ونخلص بهذا إلى أنه على ضوء التغيير الذي عرفته بلادنا على جميع الأصعدة، على المنظمات والجمعيات والنقابات المشار إليها أعلاه أن تعمل جادة على دعم مشروعات تحسين أوضاع المنضوين تحت ألويتها، وإعادة النظر في التشريعات الخاصة بالتسيير، وتطوير وظيفة المسؤولين المباشرين لهذه الأجهزة،
وبالتالي اتخاذ الإجراءات لإقرار نظام يضمن حقوق المنضوين، ولا يظن ظان أنني أتحامل على جهة معينة، إنما أتطرق إلى هذا الموضوع من باب تنبيه الأجهزة التي تنصب نفسها للدفاع عن الآخرين .. وأهدف من هذه السطور التأكيد عل ترسيخ التخليق ونهج مسالك الشفافية، وحتى لا أذهب بعيدا ولاأطيل على القاريء، أسوق النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة كمثال حي لأستشهد به على ما أنا بصدد الحديث عنه .. هذا الجهاز الذي بمجرد تصفح لوائح المنضوين تحت لوائه إلا و يظهر غياب الشفافية والتنظيم الواجب توفره فيه كجهاز يرجى منه تأطير أهل الفن .. بحيث أن بعض المنخرطين لا يربطهم وميدان الموسيقى إلا الخير والاحسان ( غير موسيقيين بالمرة) إذ تجد من بين المنضمين من هو في الأصل كاتب كلمات، أو مغني، أو (...) ليبقى عدد الموسيقيين ( العازفين .. الملحنين .. الموزعين ) الذين سميت باسمهم النقابة جد قليل، وهذا ما جعل النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة تكون اسما على غير مسمى.
وهذا الوضع يطرح السؤال التالي : لماذا لا نسمي الأشياء بمسمياتها ؟! ولماذا نستغفل الناس ونوهمهم بأشياء ليست أبدا من الواقع الذي نعيشه ؟
وهناك هفوات تظهر بين الفينة والأخرى، لكن أفضل عدم الخوض فيها لأنها أساسا تعني المنضوين الذين هم راضون على وضعهم ذاك، وحتى أنهي هذا المقال بما هو مفيد وعملا بما يقتضيه الواجب المهني، أدعو الفنانين إلى الانسجام فيما بينهم ليكونوا صفا مرصوصا يقف حدا مانعا في وجه كل التلاعبات، وهذه أهمية مصيرية تتطلب التوحيد للجهود في البحث عن حلول مناسبة لكافة المشاكل والتحديات التي تواجهها.
الوزير الأول يتفقد أحوال المواطنين...!
صورة لطيفة وناذرة في نفس الوقت، وخبر لطيف يتعلق بموضوع الخبز.. يدخل البهجة والسرور على قلب الإنسان، وينسيه هموم الدنيا الفانية، استوقفا انتباهي في الصفحة الأولى من إحدى الجرائد اليومية، وفيها يستقل الوزير الأول السيارة ويقودها بنفسه في أحد شوارع المدينة وهو يصافح أحد المواطنين العاديين الذي كان بالمناسبة يمسك بيده خبزا .. أما تفاصيل الخبر فهو في السطور التالية:
في جولة بشوارع المدينة المكتظة بالسيارات والراجلين، استقل السيد رئيس الوزراء سيارة قادها بنفسه، وأثناء مروره بأحد الشوارع، شاهد مواطنا يسير في الطريق ويحمل في يده خبزا، توقف السيد الوزير الأول بالسيارة بجوار المواطن وسأله: - كيف هي أخبار الخبز ؟- رد المواطن: الحمد للـه بخير.. فقال له رئيس الوزراء هل انتظرت طويلا أمام المخبزة للحصول عليه ؟ أجاب المواطن لا .. الحمد للـه الخبز متوفر بكثرة! انتهى الحوار بين المواطن والوزير الأول الذي يهمه كثيرا حال المواطنين ببلده.
لقد قرأت الخبر اللطيف أكثر من مرة، وأخشى ما أخشاه أن يصيب من سيطلع على مستهل موضوعي هذا ما أصابني، لأن الوزير الأول لم يكن وزيرنا الأول المغربي السيد عباس الفاسي، بل انه الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء المصري هو الذي قام بهذه المبادرة .
ولنا أن نتساءل ونحن نعيش هذه الأيام حريق الأسعار المشتعل في بلادنا، وبصورة متزايدة، هل فكر السيد رئيس حكومتنا، أو أحد الذين يدورون في فلكه في النزول إلى أرض الواقع لتفقد أحوال المواطنين الذين قُهرت قدراتهم الشرائية، وأتت موجة الغلاء على أجمل ما في نفوسهم كبشر ..والحديث عن ارتفاع الأسعار بات أمرا مقلقا ومرهقا، حيث طال فئات الشعب المحدودة الدخل ، فما بالك بالذين لادخل لهم ولا هم يفرحون .. ؟ لأنه إذا دقق المرء النظر في وجوههم يجد ملامحهم كلها تجهم وعبوس .. ولسان حالهم يقول: " اللهم إن هذا منكرا "، لأن كل ماهو صالح لزادهم اليومي تتناثر منه شرارات النار .. فالزيت مثلا كل يوم يصبح بسعر جديد، ناهيك عن المواد الأخرى كالدقيق، الذي أصبح أمر الوصول إليه ليس بالهين، وذلك من جراء ما أصبح يعرفه الثمن الذي لااستقرار له، وأما الخضراوات التي أصبحت الملاذ الأخير للمسحوقين، والمستلزمات الأخرى، من ملابس وخدمات الخ.. فحدث ولاحرج.
وواهم من يتخيل أن المالكين لزمام الأموريعيرون أدنى اهتمام لهذه الحالة، أو يمكنهم أن ينزلوا من أبراجهم العاجية ليقفوا على هموم الشعب الذي على متنه وصلوا إلى مراكز القرار، وهذا يؤكد فشل هذه الحكومة في أداء واجبها نحو هذا الشعب الصبور الذي يتحمل في صمت ، - واني لأعجب ممن لايجد قوت يومه ولايخرج إلى الشارع شاهرا سيفه في وجه الناس - وفي خضم هذا الوضع القاتم نجد هم الحكومة الموقرة الوحيد هو التفويتات المتتالية، والعمل على اغناء الغني وإفقار الفقير.. كما هو الشأن للبقعة التي فوتت مؤخرا لكاظم الساهر- لوجه اللـه- وبيع ممتلكات الشعب، ولم يدر بخلدها أبدا ما قد يسببه هذا التعامل من دمار إن عاجلا أو آجلا .. كما أنها تناست الدور الأساسي الذي عهد لها لعبه والمتعلق أساسا بتوفير لوازم العيش الضرورية للمواطنين بأسعار تكون ملائمة للفتات الذي يتسلمونه آخر كل شهر كأجرعلى ما يبذلونه من مجهود جبار في العمل.
ولأننا بشر نحتاج من حين لآخر إلى الابتسامة .. والسخرية، لذا نجدها فرصة لنرسم على شفاهنا ابتسامة في ظلمة مستنقع الفساد والظلم لنطلقها صرخة مذوية تحمل السؤال التالي : هل مثلا يستطيع السيد عباس الفاسي الاقتضاء بالفعل الذي أقدم عليه الدكتورأحمد نظيف في مصر..؟ الجواب لا .. وذلك لأسباب متعددة، منها على سبيل المثال، أن السيد الوزير الأول لايجرأ على مواجهة المواطنين الذين تعاهد معهم على الكثير من الأمور إبان الحملة الانتخابية التشريعية الأخيرة، ولم يف سيادته بوعوده، ثم أنه لم يعمل بتاتا على تطبيق برنامجه الانتخابي، ولازالت جموع المواطنين تنتظر ماجاء في التصريح الحكومي، ناهيك عن الثقل الذي يحمله على عاثقه من مخلفات قضية النجاة الشهيرة وهلم جرا.
ولهذه الأسباب و من أجلها يتوجب على المواطنين المغلوبين على أمرهم أن يتوجهوا إلى خالقهم بالدعاء التالي : " اللهم لانرجوا رد القضاء، ولكن نرجوا اللطف فيه " وينتظروا حدوث معجزة ولو أن عصر المعجزات قد َولّى .. إذن أريد أن أقول بعبارة صريحة، عليهم بالصبر ما دام أن الصبر مفتاح الفرج، ولعل اللـه يحدث بعد ذلك أمرا.
ســلاح الصحافي قلمه وليس حذاؤه!لاأظن أن الفعل الذي أقدم عليه الصحافي العراقي منتظرالزيدي مؤخرا يمت لمهنة المتاعب بصلة، أويعد سابقة من نوعها، لأنه بحدثه المثير هذا قد خرق القواعد الأساسية للمهنة، وذلك لما سمح لنفسه ضدا على قانون الصحافة بتقمص دور المحارب، رغم أن واجبه كرجل إعلام يحتم عليه العمل على نقل الوقائع والتعليق عليها، وكما جاء في عنوان هذا المقال: سلاح الصحافي قلمه وليس حذاؤه، فكان الأجدر بالصحافي المعني أن يحرج الرئيس الأمريكي بسؤال غريب تجعله كلماته المستفزة التي تحث على توثر الأعصاب يفقد توازنه ويشعر فعلا باهانة وبإحراج كبير أمام العالم، كما يدفعه في نفس الوقت إلى الندم على ما اقترفه في حق العراق والعراقيين، لا أن يهجم عليه بحذائه الذي للأسف مع كل تلك الجرأة لم يصب الهدف.

سوف يقول البعض بأن الصحافي المذكور فعل ذلك من قناعته بأنه مواطن غيور على بلده يكره بوش، ومن من العرب من لايكره بوش والذين يدورون في فلكه، ولكن الأمور لاتعالج بهذا القدر من الجهل، وعلى سبيل المثال فلو قام بما قام به الزيدي رجل آخرأمي لسلمنا بذلك والتمسنا له العذرعن جهله وعدم درايته بالقانون، لأنه كما هو متعارف عليه بأن قوة الجاهل في يده، بخلاف أن الإنسان المثقف ولاسيما الصحافي الذي يعد ضمير الأمة فقوته تكون لامحالة في أسلوبه المتمدن والحضاري ومدى قدرته على مضايقة الآخرين بأسئلته المقلقة في حواراته، بعيدا عن العنف، وواهمون الذين هللوا وطبلوا للحدث الذي تراءى لهم وكأنه من شيم الشهامة والشجاعة، بيد أن ذلك أصبح وصمة عار على جبين كل أمة الصحافيين في هذا العالم، وخصوصا منهم أبناء الوطن العربي، وعلى اثر ابتهاج بعضهم بأن الحذاء أصاب العلم الأمريكي، أقول ماالضرر في ذلك، وماذا سيصيب بوش من جراء هذا الحدث، فالعلم الآمريكي داسته مئات المرات أقدام الفلسطنيين وغيرهم ولم تتغير الخطط ولا الأوضاع ، وعلى سبيل هذا تحضرني طرفة مغربية: " دخل لصوص إلى أحد المنازل ليلا قصد السرقة ولما أحست الزوجة بهم سارعت إلى تنبيه زوجها ودفعه إلى منعهم، ومن فرط جبنه دعاها للنوم حتى يذهبوا، لكن غيرة الزوجة على بيتها دفعتها إلى مقاومة اللصوص الذين اضطروا للفرار دون الحصول على شيء، ولما أخبرت الزوجة زوجها بالفعل، قال لها وهو في أعلى درجات الزهو: ( كنت كانقلز ليهم من تحت المانطة ) "

ترى ماذا يفيد فعل الزوج اتجاه لصوص كان هدفهم إما الموت أو القتل أو الظفر بالغنيمة .. ولعمري لو كان بمقدور حذاء الزيدي الذي ذهب بعضهم إلى تقديسه وجعل ثمنه الخيالي يدخل سوق المزادات أن يقلب الموازين أو يفسح المجال ليحط النصر على بلاد الرافدين .. النصر الذي انتظره الجميع بفارغ الصبر وذهبت من أجله ألاف الأرواح البريئة، ولو استعان العرب ومن يتعاطف معهم بمصانع الكون كلها المختصة في صناعة الأحذية، لا يقوون على تغيير قيد أنملة مما يعيشون فيه من احتلال وويلات ودمار وخراب، وحبذا لو كان الحذاء يجدي في غير مهمة واحدة ألا وهي ( تلغاج المرأة لزوجها ) والفاهم يفهم.
عبد الوهاب الدكالي
من الهرم إلى أسفل القاعدة !يتوقف الزمان بنا لحظة .. ليلة السبت 22 مارس الجاري، حيث بثت القناة الثانية حفلة فنية، كرمت من خلالها عميد الأغنية المغربية الموسيقار عبد الوهاب الدكالي، هذا الأخير شنف أسماع النظارة بعدة أغاني من توقيعه، لكن ما يلفت الانتباه هو أن فناننا أقحم أغنية – من وجهة نظري - ليست في مستوى ما وصل إليه من شهرة وطنية وعالمية .. إنها أغنية ( هو ومونيك ) التي كتب كلماتها المرحوم عبد الكبير العلوي .. وبقراءة متأنية لكلمات هذه الأغنية، وفي عز النجاح الباهر- على مستوى الوطن العربي – الذي حققه عبد الوهاب الدكالي نصطدم بالمفاجأة في هذه الأغنية، إذ أنها تتناول موضوعا متجاوزا حاليا ومجترا، وبعبارة أدق فقد أكل الدهر عليه وشرب، ولم يعد يقدم للمتلقي أي شيء يستحق المتابعة.

وللتوضيح فقد كان السبق للأستاذ الطاهر سباطة، ومنذ ما يزيد عن ربع قرن لما تطرق إلى نفس الموضوع بنص لأغنية مماثلة تحت عنوان " الزواج بالأجنبية " التي لحنها باثقان الأستاذ عبد العاطي آمنا وأدتها بتفوق مجموعة ثلاثي آمنا، مما أكسبها تألقا بحكم توافقها مع العصر آنذاك.
ونرى أن إقدام الفنان الدكالي والذي أصبح محط أنظار العالم العربي أكثر من ذي قبل، ارتكازا على الشهادات التي جاءت في حقه، واعتبارا للوضعية الفنية التي يتواجد فيها ( عميد الأغنية المغربية وعضو بمجلس التنمية والتعاون الوطني ) حيث يعلق عليه أهل الفن ببلادنا على الخصوص، والجمهور المغربي على العموم آمالا كبيرة للنهوض بالمجال الفني من جهة، ومن جهة أخرى نظرا للمرحلة التي سبقت هذه الحالية، حيث قدم خلالها أعمالا فنية حولته في ذاكرة الناس إلى مصدر للتجديد والتألق والنجومية الحقة، وهذا يدعونا إلى العودة بالذاكرة نحو التاريخ القريب .. نحو أيام الخالدات ( مونبارناس .. اللـه حي .. غزاة .. كان ياماكان .. ماأنا إلا بشر الخ) والتي توجت ب. "سوق البشرية " الأغنية التي تعتبر من أنجح ما خطته أنامل الشاعر الغنائي رقيق الإحساس الذي يفيض شاعرية، الأستاذ عمر التلباني – الذي يبدع في صمت ولايهوى أن تسلط عليه الأضواء – وما لحن وغنى عبد الوهاب الدكالي طوال مشواره الفني، بدليل أنها ( الأغنية ) نالت إعجاب الجميع وأبهرته .. وشهد الكل بأنها تختلف اختلافا كليا عن جميع أعمال عميد الأغنية المغربية منذ أن عرف الطريق إلى الميدان الفني، وهذا ليس بغريب، بحيث زكى عظامة شأن الأغنية وبالإجماع أعضاء لجنة التحكيم التي سلمت الجائزة الكبرى لمهرجان القاهرة الثاني ل. سوق البشرية، زد على ذلك الدراسة الهامة التي أنجزتها الدكتورة نعيمة الواجيدي أستاذة جامعية وباحثة، تحت عنوان النص الزجلي في الأغنية المغربية " سوق البشرية" نموذجا، - وكنت قد أوردت هذه المعلومات في موضوع سابق -.رغم كل ما سبق ذكره، نجد أن فناننا الكبير والمحبوب أقدم على الضرب بكل هذه الجهود عرض الحائط .. ودون التفكير في ماضيه الفني الغني، تراجع إلى الوراء ونزل من الهرم إلى أسفل القاعدة، ناسيا أو متناسيا أن مركزه الحالي كفنان في الواجهة يمثل أهل الفن بالمغرب، وكمسؤول بمجلس مهم بالبلاد محسوبة عليه كل حركاته وسكناته، ويتوجب عليه انتقاء المواضيع المواكبة لتطورات العصر، والموافقة للقرن والعهد الجديدين.
ونحن هنا لانرمي إلى دفع الدكالي إلى عدم تلوين حضوره بأغاني مرحة متفائلة من حين لآخر، لاقتناعنا بأن التلوين والتنويع يطيل عمر الفنان .. لكن يبقى احترام ذوق المتلقي أمانة على عاتق الفنان، كما أن الوجود الكيفي يجب أن يكون هو سيد الموقف وليس الكمي.
أملنا أن تكون هذه الهفوة التي سقط فيها عبد الوهاب عن غير قصد بمثابة سحابة صيف تمر سريعا ليفرك فناننا العزيز عينيه بقوة ويفتحهما على مواضيع ساخنة تكون كلماتها تعبر عن أفكار تناسب العصر الذي نعيش فيه اليوم .. ولانظن أن الأستاذ التلباني الذي أعطى للساحة الغنائية إبداعات في مستوى الروائع التي ذكرت أعلاه سيبخل عن تقديم مزيد ما من شأنه أن يحقق نجاحا في مجال الغناء المغربي، ويضيف إلى الساحة الفنية شيئا جديدا وجديرا بالاستماع.
انتبه .. للقضا ء على الأزبال


نفذ الفكرة ..!

الأزبال .. الأزبال .. منتشرة هنا وهناك، هذا الغول الذي أصبح يخيف المواطنين ولاينكرعاقل أنها (الأزبال) أصبحت في كل مكان بمثابة أوكار للكلاب الضالة وملاجيء آمنة للحشرات، ناهيكم عن روائحها الكريهة التي تعد المصدر الرئيسي للقلق، نظرا لما تسببه من أضرار صحية .. وكثيرا ما شغلتنا النظافة.. ولم لا تشغلنا وهي أساسا من الإيمان.. نظافة الأحياء والشوارع، ولاينكر أحد أنه من أجل المحافظة على النظافة والتحسيس بمزاياها والعمل على فرضها على الجميع قد أسيل الكثير من المداد .. ونظمت الكثير من الحملات التحسيسية ورفعت النداءات المتكررة التي تدعو إلى المحافظة على النظافة، ولكن يظهر أنه لاحياة لمن تنادي .

وكمواطن يسره ما يسر المجتمع ويضره ما يضره، وكمتتبع يشمئز من مناظر بعض الأزقة والشوارع التي تعرف تراكم أكوام الأزبال باستمرار، أرى أنه كسبيل للوقوف على الطريقة الناجعة من أجل محاربة هذه الأزبال التي تقض مضاجعنا على الدوام، أريد أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع وأملي أن تجد فكرتي الآذان الصاغية والأيادي المرحبة لتنفيذها .. الفكرة في حد ذاتها بسيطة جدا، ولو كتب لها التنفيذ فلي اليقين التام أننا في ظرف وجيز سنعمل جميعا على القضاء على هذه الأزبال التي لاتزيد شوارعنا وأحياءنا - في غياب الجهات المختصة – إلا تشوها ومناظر تتقزز منها الأنفس . وإذ أبسط اقتراحي هذا، فاني لاأدعي الكمال ولاأريد استعراض اجتهاداتي على الآخرين، إنما أقصد المساهمة ما استطعت في إشراك الجميع في حملات النظافة والتخلص من هذه الأزبال التي فوض أمرها لشركات أجنبية مقابل الأموال الطائلة والتي هي من مال الشعب - الذي كان من اللازم استشارته في هذا الأمر- ولكن دون جدوى .. والأمر هنا محسوم ما دام لاهم للشركات إلا الربح، ولاشيء غير الربح، ولاهم للمسؤولين المباشرين إلا الوصول على مبتغاهم، والحصول على نصيبهم من الوزيعة (الكميلة).

إذن أجد أنه من الأجدى أن لاننتظر من الآخر أن يقوم مقامنا لقضاء أغراضنا، لأن المثل الشائع في هذه الباب يقول: " ما حك جلدك مثل ظفرك " وتنفيذ اقتراحي هذا موكول لمرشح الدائرة، لأنه كما يعلم الجميع لدينا مرشحين جماعيين - معظمهم - لايقوم بأي شيء يعود على دائرته بالفائدة .. لماذا لايعهد لكل مرشح رئاسة جمعية متكونة من أبناء الحي العاطلين، أو بمعنى أصح المعطلين - وما أكثرهم - تتولى الإشراف على جميع المرافق وتحرص على أن تكون شوارع وأزقة الحي في أبهى صورة من النظافة، مع تكوين لجنة على صعيد العمالة تشرف كل ثلاثة أشهر مثلا أو ستة – حسب التوافق- على اختيار أنظف حي - على غرار شواطيء نظيقة - وتسلم لمرشح الحي الذي يقع عليه الاختيار علم النظافة مع تخصيص جوائز تشجيعية لسكان الحي المعني لتحفيز غيرهم على بذل الجهود من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، والجوائز أفضل أن تكون عبارة عن تقديم خدمات اجتماعية .. كإعفاء السكان مثلا من أداء فاتورة الماء أو الكهرباء، التي يكتوي العباد في متم كل شهر بنارها أو الهاتف لمدة شهر أوعلى الأقل تخفيض 50 % من القيمة .. أو أضعف الإيمان العمل على تبييض واجهات منازل الحي المختار بالمجان، وعلى هذا الأساس سيتعود السكان على التنافس فيما بينهم والتسابق من أجل الظفر بمجانية خدمة من الخدمات، وهكذا إن لم نقضي على الأزبال بصفة نهائية، على الأقل سنعمل على التقليص من كمياتها، وبذلك سنعيدون إلى الأحياء رونقها وسنقضي بالتالي على جانب من الثلوث ونعفي أنوفنا من شم الروائح التي تزكمها .

أكتفي بهذا القدر .. وأرجو صادقا أن تكون الرسالة واضحة، وآمل تعاون المسؤولين على مختلف مستوياتهم لتأخذ فكرتي طريقها إلى التنفيذ ولو على سبيل التجريب .. وأذكر هنا بالحديث الشريف الذي يقول: ( من سن سنة حسنة له أجرها وأجر من اتبعها ) واللـه الموفق .
على هامش الاحتفال باليوم العالمي للمرأة

هنيئا للمرأة المغربية
بحلول الثامن من مارس من كل سنة يحل اليوم العالمي للمرأة .. هذا الكائن الذي يعتبر نصف المجتمع، وكما قال حافظ إبراهيم :" المرأة مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق " وعلى هذا الأساس يحق لنا بهذه المناسبة العالمية أن نتساءل مع أنفسنا أين وصلت وضعية المرأة المغربية على الخصوص؟ وبقليل من التفكيريتضح لنا جليا أن المرأة عندنا قطعت أشواطا عديدة جعلتها تتبوأ مناصب هامة في الحياة الاجتماعية وأصبحت لها أصوات تتكلم بلسان حالها، تتمثل في جمعيات ومنظمات، وجرائد ومجلات ..
بل ووصلت إلى ذروة السلطة، بما فيها التشريعية والتنفيذية من خلال وصول سيدات إلى مقاعد برلمانية وأخريات إلى مقاعد وزارية .. ناهيك عن اللواتي انخرطن في سلك الشرطة والجيش، وباختصارشديد في كل المهن التي كانت بالأمس القريب حكرا على الرجال، وهذا في الحقيقة يعد فخرا للمرأة المغربية باعتبارها تناضل بإلحاح بغية الوصول إلى مكاسب قلما بلغتها النساء في بلدان أخرى.
وبملاحظة أولية يظهرأن نضال المرأة عندنا لم يذهب هباء، بل استطاعت تحقيق بعض المكتسبات ولو على المستوى القانوني، كما هو الشأن في التعديلات التي أدخلت على مدونة الأحوال الشخصية .. والانجاز الكبير الذي يتجلى في مدونة الأسرة، - رغم أن العديد من الناس لم يستوعبوا بعد ما جاءت به هذه المدونة ومنهم من قرأها قراءة عكسية جاهلا أنها إنصاف للمرأة .. وحماية للطفل.. وصيانة لكرامة الرجل- كما كان للمرأة المغربية مشاركات فاعلة في شتى مناحي الحياة العامة، مثل مشاركتها في المؤتمرات والتظاهرات الفنية والرياضية وغيرها على الصعيد الوطني والعالمي، ولكن هل هذا كافي للقول بأن المرأة المغربية بلغت إلى ما تصبو إليه ؟
حسب التصريحات التي أدلت بها عدة نسوة في مختلف المناسبات، أنها بدءا من الطفولة النسوية إلى الشيخوخة ما زالت تعاني من أنواع كثيرة من إهدار حقوقها، ومن أصناف شتى من التصرفات الرجالية التي تهدف إلى اعتبارها جنسا أقل قيمة - ودائما على لسان المرأة - القانون المغربي لا يوفرحماية قانونية كافية للنساء ضحايا العنف بحكم عدم تمييزه في جرائم بين جنس الرجال وجنس النساء .. وان المرأة عندنا لم تبلغ حتى المستوى الذي أراده لها الإسلام .. وهناك عدة تصريحات تنبؤ بأن المرأة لازالت لم تصل بعد إلى الهدف المنشود والذي يحقق لها جميع أحلامها التي بمقدورها أن تجعلها متساوية مع أختها المرأة في العالم. وهكذا، ونحن نشارك المرأة المغربية التي تشكل في نظر البعض الأغلبية الصامتة التي لأحول ولاقوه لها في احتفالها بيومها العالمي، لايسعنا إلا أن نحترمها ونرفع من شأنها، وذلك طبقا لما جاء في قول سيد الكون الرسول الأعظم صلوات اللـه وسلامه عليه، وكما يروى " لايكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم " و بالمناسبة أيضا نهنئها على ما حققت من مكتسبات، ونتمنى لها الوصول إلى ماتطمح إليه، لأننا لانرجوا لها إلا الخير الوفير، لأن فيها أمنا وأختنا وابنتنا وعشيرتنا وعماد مجتمعنا .. وكل عام والمرأة المغربية بألف خير.
سيادة المفكر العبقري ..

لا تلمن المرآة إن كان وجهك قبيحا ... !
في السنوات الأخيرة كثر الكلام في بلادنا عن البطالة، واشتد الجدل حول سبل مكافحتها والتخفيف من حدتها، ودارت المناقشات هنا وهناك، حيث حاول الكثير من المجتهدين تقديم النصح للمسؤولين قصد مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، خصوصا بعد أن تفشت في صفوف نخبة وأطر بدرجة الدكتوراه، ولقد أخذ النصح في هذا المجال أكثر من صورة .. فتح الباب أمام الاستثمارات الخارجية ورفع الحواجز الجمركية، تقديم الدعم للمقاولات الصغرى والمتوسطة، التخفيف من عبء الضرائب المفروضة على القطاع الخاص .. وتبقى صورة غريبة لاتنفتأ بعض العقول تروج لها وتطبل، مفادها اللجوء إلى الدول الغربية، وخصوصا "فرنسا" لمحاربة ظاهرة البطالة ..! وقال مؤخرا المفكر العبقري في افتتاحية جريدته: ( اللي على بالكم ) "... على فرنسا أن تقوم بواجبها في حل مشكل البطالة باعتبارها الدولة المسؤولة عما آل إليه الوضع الاجتماعي بالمغرب .. إن النهضة بالمغرب تتحمل مسؤوليتها دولة الاحتلال سابقا" ..! ( اللـه أكبر أسيد الفاهيم ) نعم لا يمكن لأحد أن ينفي دور الاستعمار في تردي الوضع العام، فتلك حقيقة ليست موضع نقاش أو جدال، لكن تحميل الاستعمار مسؤولية التنمية ببلادنا فذاك هو عين السخرية والاستهتار .. والهروب إلى الأمام، لا تقل - ياسيدي الخبير- أن أسس الأوضاع التي تجتر فصولها الآن قد تم إرساؤها في عصر ما قبل الاستقلال، وان فعلت بادرتك بقولي: العذر أقبح من الذنب .. لقد تسلمنا زمام أمورنا وامتلكنا سلطة القرار ولم يكن ثمة ما يحول بيننا وهدم تلك الأسس .. إن محو آثارالاستعمار كان من المفروض أن يحصل منذ أمد بعيد، فما الذي منعنا من ذلك ؟ انك تعلم - كما يعلم الجميع- السبب .. لقد رحل الاستعمار ولم ترحل ثقافته وفلسفته، إنها متجدرة في عقول أشخاص منهم من تقلد المناصب وبات يخطط ويرسم مستقبل البلاد، ومنهم من تزعم تيارات الإصلاح وصار يقدم النصح والتوجيه لمن هم في مراكز القرار .. التقت المصالح والأهداف - أيها المحلل العبقري- كما التقت العقول وطرائق التفكير، وكانت النتيجة - أيها المفكر الجهبذ - الحالة المتردية التي يعيشها المغاربة اليوم، والتي لايحسدون عليها .. تفويضات لشركات أجنبية بالجملة، زيادات متتالية في كل شيء ( من تحت الدف ) خرق بنود العقود والالتزامات الجاري بها العمل من طرف اتصالات المغرب، التي لم تتأخر في تقديم هدية للشعب المغربي بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة 2008 والمتمثلة في الزيادة في ثمن الاشتراك في الهاتف الثابت دون استشارة الطرف الآخر الذي هو الزبون، وهناك على الخط الآخر "ليديك" التي تعمل على استبدال عدادات الماء والكهرباء بدون سابق إعلام، تحت ذريعة أنها (العدادات) لا تستهلك القدر الذي يروق أصحابنا في الشركة المذكورة، واللائحة طويلة، أما الزيادات في أسعار المواد الأساسية والتي بها يضمن المواطن الفقير وجوده في هذه الحياة التي قيل عنها ( تعب كلها الحياة ) فحدث ولا حرج.


انك تعلم - عزيزي الخبير- أن الفكرة التي تبشر بها الآن على صفحات جريدتك الغراء هي من إبداع أحد مهندسي السياسات الاستعمارية القديمة .. (فنصيحتك) ما هي إلا جزء من مخطط ترومان لسنة 1949 الذي تبلور في خضم الحرب الباردة المستعمرة آنذاك بين الإيديولوجيتين المتصارعتين، ففي مواجهة خطر الثورة البلشفية التي كانت تلتهم الثورات الاجتماعية في العالم الثالث، نمت الدعوة إلى المساعدة لتمكين المجتمعات المتخلفة من اللحاق بالمجتمعات المتطورة، والفكرة كما هو واضح تقوم على تصور أن البعض متفوق على الباقي، وبالتالي فهو مؤهل لقيادة وتحديد ومراقبة نمو الباقي .. لقد وجدت هذه الفكرة مجال تنفيذها في العديد من دول العالم، ولم تؤد إلا إلى المزيد من التبعية، إذ لم يسمح للناس بتحمل مسؤولية تنمية مجتمعاتهم، فكانت المساعدة - على حد تعبير الدكتور المنجرة - هي السيدا AID IS AIDS)) فهي تحطم دفاع جهاز المناعة وتحطم قدرات الجسم البشري على الدفاع عن نفسه. عزيزي المفكر، إن التنمية الحقيقية تتم بالاعتماد على الذات، فهي صيرورة عضوية للنمو السليم للقدرات المبدعة، يمكن تسهيل وتنشيط هذه الصيرورة بواسطة عوامل خارجية، لكن كل محاولة لفرض مغاير خاصة عليها من خارجها لن تؤدي إلا إلى بترها .. فالفكرة ليست خاطئة على المستولى العلمي فحسب، بل إنها تعرقل التنمية عبر تكريسها لعلاقات أبوية بين مجتمعات الشمال ومجتمعات الجنوب، وأكثر من ذلك .. وهناك يكمن الخطر.. فإنها تخلق الاعتقاد عند المواطن بأنه من مرتبة أدنى، وبالتالي لابد من التخلي عن قيمه ومبادئه لصالح قيم ومباديء الطرف الآخر، فتضيع الهوية وتهتز الثقة في النفس.


إن حل مشكل البطالة يتوقف على حل مشكل التنمية، وحل هذه الأخيرة رهين بقدرة المجتمع على التطور والنماء بالاعتماد على الذات، فالذي ينبغي أن نصب فيه جهودنا ونوليه الاهتمام الأقصى هو تربية المواطن على الاعتزاز بالذات وبأنه إنسان ليس أقل شأنا من أي كان، فما دامت التنمية صيرورة ذاتية، فلا بد أن تكون الذات غير مريضة، وأن تكون واثقة من نفسها ومتشبثة بكرامتها وإنسانيتها، وينبغي أن نكف عن إلقاء مسؤولية تخلفنا على غيرنا، وأن نتوقف كلما حلت بنا كارثة عن استخدام هذا المنهج التبريري لقصورنا الذي طال أمده. كم هو جميل - سيادة المفكر- أن تبحث عن حلول لمشاكل غيرك، وكم هو نبيل أن توظف نفسك في معالجة أزمات مجتمعك، وكم هو أجمل وأنبل أن لا تلمن المرآة إن كان وجهك قبيحا .. ! واعلم في الأخير( أن المكسي بديال الناس عريان )
صـــور مـحـــزنــة من مدينة طنجة

أطفال في عمر الزهور وشباب يافع يعانقون الضياع
خلال عطلة آخر الأسبوع الماضي التي قضيتها في مدينة طنجة، وبينما أنا أتجول بجانب الشاطيء، أثار انتباهي مجموعة من الشباب اليافعين متحلقين حول أحدهم وهم يتبادلون شم السليسيون، ومنهم من يدخن السجائرالمحشوة بالحشيش، وغير ذلك من أنواع المسكرات، وبما أني من الذين يحبون الاستطلاع، فقد جرني فضولي إلى الاقتراب منهم والسبر في أغوارهم للاستفسارعن سر تعاطيهم لهذه المخدرات، وفعلا وبعد جهد جهيد نجحت في جعلهم يثقون بي ويبوحون كل واحد على حدة بأسراره وبالأسباب التي دفعته إلى الغوص في عالم المخدرات، والغرض من نشر هذه الحكايات المختلفة ليس هو تقليب المواجع أوالتشفي في شباب في عمر الزهور وهم يساعدون هذا الزمن وأهله على القضاء على أنفسهم ليموتون دقيقة تلوالأخرى، وإنما لدق أبواب المسؤولين محليا ووطنيا، الذين يتحكمون في زمام الأمور وينعمون في خيرات البلاد دون الالتفات إلى شبابه وهم يدنون من الهاوية لحظة بعد أخرى، قلت أدق أبواب المسؤولين الذين لم يخطر على بالهم في يوم من الأيام أن يغيروا قيد أنملة من واقع هذا الشباب الذي تركوه وجها لوجه مع الإدمان على المخدرات، وما تسببه من موت بطيء، أجل أدق الباب عليهم ليقوموا بما يقتضيه الواجب الإنساني والضمير المهني ليسارعوا في وضع حد لهذه الظاهرة المشينة والقاتلة في نفس الوقت، والعمل على إيجاد حل ناجع للقضاء على هذه الآفة.للإشارة كنت سأكتفي بمواساة هؤلاء المساكين وإسداء النصح إليهم، مع تنبيههم إلى الابتعاد عن التعاطي لما يخدر العقل وينخر الجسد وأقفل راجعا وقلبي يتقطر دما حزنا لما أصاب فئة من شبابنا الذي حكمت عليه ظروفه بسبب أو بآخر أن يعيش عيشة لاتمت للإنسانية بصلة، ولكن وبإلحاح جماعي فقد طلبت مني هذه المجموعة نقل حكايات أفرادها المتنوعة إلى المجتمع، نعم إلى هذا المجتمع الذي يتنكر لرجال المستقبل، الذين يعول عليهم في حمل المشعل لمواصل مسيرة السلف الصالح، وما شجعني على تلبية طلبهم هذا إلا تلك الكلمة البالغة التي قالها أحدهم، وقد أغرورقت عيناه بالدمع، مما جعل كل من كانوا حوله يستفيقون من سكرتهم ويعودون إلى رشدهم لينخرط الجميع في بكاء شديد دام للحظات، كانوا يبكون على حالهم الذي لايسر الناظرين، قال المسكين: نرجوا منك يا أخي أن تنقل حالنا إلى المغاربة، وأكِّد لهم بأننا أبناء هذا الوطن .. ولم نخلق مدمنين على المخدرات ولا غيرها، ولكن شاءت الظروف القاسية التي أحيطت بكل واحد منا أن نسلك هذا الطريق حتى أصبح الناس ينظرون إلينا النظرة الدونية، و يتفادوا اللقاء بنا وكأننا مجرمين، ولكن في حقيقة الأمر.. المجرمون هم أفراد ( قوى التقدم والديمقراطية ) الذين ركبوا قطار المسؤولية السياسية ولم يعطوا أدنى اهتمام للأصوات المتظلمة التي ارتفعت في مختلف أرجاء بلدنا ولازالت معبرة عن رفضها للتصرفات الطائشة، والتماطلات الإدارية، والانتهاكات الحقوقية، مما ساهم في تدميرنا، أولائك الذين استولوا على أمورنا واستحوذوا على أرزاق آبائنا وأجدادنا وكانوا السبب في تشريد عائلاتنا، وإيصالنا إلى هذا المصير، وعليه .. أرجو منك أن تنقل هذه الصورة بأمانة إلى الجميع لتكون عبرة لشبابنا الذي حالفه الحظ ولم يحذو حذونا حتى لايسبح ضد التيار فيعيد الكرة وينضاف إلى طابورنا الذي لا يشرف مغربنا الذي لا يتغنى مسؤولوه صباح مساء إلا بما هو جميل، واضعين حائطا أعلى بكثير من حائط برلين في أيامه الزاهرة بينهم وبيننا .. نحن الذين نمثل لهم صورة لاتشرف مغربهم الذي يتباهون به بين الأمم، رغم أن صورتنا هذه هي من صنع سياساتهم التي لاتتماشى مع ما جاء في المادة 24 من الاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل المعتمدة من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة، واليك تفاصيل السبب الذي جعلني أهيم على وجهي في هذه الحياة المليئة بالمتناقضات : - أحمد الغريبان من مواليد 1979، أمي وأبي مطلقان منذ مدة لأسباب مادية.. كنت فيما سلف أشتغل في محل لصناعة الجبص وقد طردني صاحبه دون سبب يذكر، وعاودت البحث عن أي عمل أضمن به عيشا كريما، رغم أني حاصل على شهادة البكالوريا، ولكن دون جدوى، ورغم ترشحي للعديد من المباريات لم يكتب لي النجاح، الشيء الذي أظلم الدنيا في عيني وجعلني أهيم على وجهي في مجال "السليسيون" طمعا في نسيان واقعي المر، وأخوكم مكره لا بطلا.- نورالدين (...) سني 16 سنة بدون مهنة، أمي متوفية، أسكن مع والدي بمدشر بن ديبان، بحثت طويلا عن عمل بسيط لمساعدة أبي على تكاليف الحياة فلم أجد، وفي غياب من يحتضنني ويسهر على تكويني التجأت إلى شم "السليسيون" لأنسى ما أعيشه من هموم، ومع ذلك فاني غير راض عن وضعي. - سعيد الحري 22 سنة، كنت في السابق أسكن مع إخوتي في القصبة، تاجرت فيما مضى في بيع السجائر المهربة، ونظرا لمضايقة رجال السلطة لي .. تركت هذه الحرفة المحظورة، غادرت هذا الميدان إلى ما هو أفضع، إلى استهلاك الأقراص المخدرة (القرقوبي) والمبيت في الخلاء، وما قيامي بهذه الأعمال إلا هربا من حاضر مجهول سيقدف بي لا محالة إلى مستقبل مظلم.- عبد الرحيم الكانوني، ولدت بمراكش سنة 1983، ترعرعت بين ثلاث أخوات تصغرنني، وأخ يكبرني ب.بأربع سنوات، كان والدي رحمه اللـه يملك دكانا لبيع المواد الغذائية بنفس المدينة .. المهم لما بدأت أعرف ما يدور حولي، وجدت أن أبي يقسو كثيرا على والدتي، بحيث كان يضربها ضربا مبرحا بسبب وبدون سبب.. ولم نكن ننجوا نحن بدورنا من ذلك لأتفه الأسباب، وأتذكر أنه في مرة ضربني بعصا غليظة على رأسي لمجرد أني عجزت عن مساعدته في حمل كيس كبير من السكر، الحقيقة أني لم أشعر يوما بأبوته أو عطفه علي وحتى على إخوتي .. الشيء الذي ولد عندي الخوف من كل شيء حولي .. من أهلي والمجتمع، وكل المحيطين بي .. وما زاد الطين بلة هو أن والدي طردني من البيت، وأصبحت أقيم عن مضض عند جدي، وأتذكر أن من في البيت كانوا يقبلون ذلك وملامح وجوههم تعكس نظرات عدم الترحيب، ولأتخلص من هذه المعاناة، وبشكل لا إرادي فكرت في الهروب من هذا الجحيم العائلي وأنا لم أتجاوز بعد سن الثالثة عشر من عمري لأعانق الضياع، وها أنا كما تراني وحالي يغني عن السؤال. - عبد العزيز الفالياني 20 سنة، عملت لمدة ليست بالقصيرة مع أحد النجارين، ثم عند ميكانيكي ولم أفلح في تعلم الصناعة، وسبب ولوجي إلى عالم المخدرات التي أصبحت مدمنا عليها كما يلي: تزوجت والدتي برجل غير أبي بعد فراقهما وأنا لم أبلغ بعد الرابعة من عمري وأبَى والدي أن يعترف بي كابن له، ولحد الآن لم يعمل على تسجيلي في دفتر الحالة المدنية، إذ أعتبر نفسي كائنا مجردا من وطنيته بسبب إصرار والدي على امتناعه التصريح بي لدى الحالة المدنية، وهذا ما دفعني بدون شعور إلى التعاطي لكل شيء من شأنه أن ينسيني وضعيتي المنبوذة، وكيف تريدني أن أكون مستقيما وقد فتحت عيناي على ظلم أقرب الناس لي، وما أقسى ظلم الأقارب.في الحقيقة كانت لائحة المحتجين والصارخين طويلة، واكتفيت فقط بهذه المقتطفات تلبية لطلب أصحاب الشأن، ولا يسعني إلا أن أختم بالأسئلة التالية:1) أليست هذه مأساة من المآسي التي يعيشها مجتمعنا في غياب تام لتدبير شأنه التدبير المحكم ؟ أو ألا يشعر المالكين لزمام الأمر بالحرج و هم يصادفون هذه الأنماط من شباب المغرب صباح مساء .. أو أليست لهم قلوب ترق لحال هؤلاء ؟؟ ! 2) متى إذن يوضع حدا لهذه الصور التي لا تشرف وتجلب لوطننا العار والتقليل من شأنه بين الأمم ؟3) أين هي القطاعات الموكول إليها رعاية الأطفال والشباب وتوفير التعليم وضمان الشغل؟ و أين .. و أين ..؟؟ و أين الوزراء المعنيون .. وأين السياسيون والبرلمانيون المنتخبون؟وخلاصة القول .. هل لنا فيمن تقلدوا المناصب الجديدة من حكومة ونواب الأمة أناس مغايرين لمن سبقهم، ليعترفوا بنا كشعب له حقوق وعليه واجبات، أم سيتخذوننا هم الآخرين بقرة حلوب تخدمهم وتخدم السائرين في ركابهم، لتبقى وعود الانتخابات الأخيرة التي أصموا بها آذاننا حبرا على ورق، ويتركوا ناشئتنا ما سبق منها وما هو آت والتي يعول عليها مستقبلا مرمية في براثن جحيم آفة المخدرات التي تفتك بها يوما بعد يوم، هذه أسئلة أوجهها إلى كل مسؤول ذي ضمير حي يحب بحق هذا الوطن وأهله .. فهل من مغيث ؟؟!
على هامش إصدار ألبومها الجديد
رسالة إلى سميرة بن سعيدلقد استطاعت نجمة الغناء اللامعة بالقاهرة، المغربية سميرة بن سعيد، في وقت سابق تكذيب كل الشائعات ومقالات النقد التي مست حياتها الشخصية على العموم والفنية على الخصوص، بل وصل بها الأمر آنذاك إلى تصوير شريط فيديو كليب لأغنية " كل دي إشاعات " حتى ترد على كل من يسبح ضد تيار اختياراتها، لكنها لحد الآن لم تجد مبررا واحدا تقنع به أولائك الذين عابوا عليها انسلاخها من لهجتها المغربية في كل المحافل الإعلامية التي تعقدها، حتى أصبح الجمهور العربي وحتى المغربي الذي يجهل أصول الفنانة سميرة المغربية، يحسبها مطربة مصرية، نتيجة إصرارها الذؤوب على عدم التحدث بلهجتها الوطنية، وتقديم نفسها كفنانة مغربية حالفها النجاح في الديار المصرية. أقول هذا لأنني أعي جيدا الدور الخطير الذي قد يلعبه الفنان في التعريف بفن بلده، ففي الوقت الذي نجد فيه استقطاب دول الخليج لكبار الفنانين، للغناء باللهجة الخليجية دعما لفنهم وبحثا عن مساحات إضافية للانتشار، نجد فنانتنا ذات الشهرة العربية لا تبذل جهدا يذكر في التعريف بفن وطنها، وهوالوطن الذي صقل موهبتها و ... و بالمقارنة نجد عمالقة الغناء العربي قد غنوا بلهجات مختلفة، كوليد توفيق وماجدة الرومي والسيدة فيروز، ولكنهم إذا أجري معهم لقاء متلفز نجدهم أشد وفاء، ويسعون بكل الطرق إلى استثمار اللقاءات الإعلامية للتعريف بفنون بلدهم والاعتزاز بالانتماء إلى دائرة هذا الفن، وهو الأمر الذي نفتقده في سميرة بن سعيد في لقاءاتها مع القنوات الفضائية، إذ تتحدث باللهجة المصرية عن أغانيها، عن ملابسها، وعن كل شيء يهمها ويهم حياتها الشخصية والفنية .. دونما إشارة ولو من بعيد إلى فن بلدها.
إذن .. إن لم يتحمل الفنان المغربي مسؤولية نشر فن بلده، فمن يا ترى سيقوم بهذه المهمة ؟! والى متى سنبقى نتدرع بالمقولة المهترئة " أن اللهجة المغربية غير مفهومة " - وهنا أستغل الظرف لأقول ليس العيب في اللهجة المغربية، بل العيب كل العيب في سفراء أغنيتنا الذين يتنكرون لفن بلدهم ولهجته الوطنية ولايملكون الأدوات التي تمكنهم من التعريف بفن البلد -.
لذا، فالفنان وحده هوالذي يستطيع جعل الجمهور يعتاد على لسان بلده، وأظن أن اللهجة المغربية ليست بالتعقيد الذي ينعدم معه التواصل، مقارنة باللهجة اللبنانية أو السورية أو غيرها .
ونحن كجمهور أحب سميرة، نتمنى أن تعي رسالتها الفنية قبل فوات الأوان، وتحرك موروثها المغربي الذي لازال يسكن أعماقها وأن تحمله معها، حتى ينتشر كما انتشرت أغنياتها .. فمرة أخرى نلتمس من سميرة أن تعي أن هذا عتاب وتعمل على تكريس مغربيتها، وتخصص لها مساحة محترمة في رحابة انتشارها الفني، وكل ألبوم وسميرة بن سعيد بخير
الرحمة والأدب ..
يا أصحاب الردود و التعاليق
الساخر " برناردشو " يقول : ( إنهم يقولون دعهم يقولون ) وقد جاءت قولته هذه في الذين بالدرجة الأولى لا يفهمون معنى الكلام والذين لا شغل لهم ولايجدون ما يغنيهم عن الكلام في الناس .. وهكذا فلن يستطيع المرء مهما أوتي من لطف، ونبل ودماثة، وبشاشة ودواخل بيضاء، و.. و.. وأحيانا سلاطة لسان، لن يستطيع أن يسكت من يقولون، فهناك بشر متفرغون للكلام .. يمتهنون الرغي، لا يقتنعون بأن الفم المغلق
لا يدخله الذباب، مشغولون دائما بالآخر، إذا أتعبهم ناجح سلخوه بألسنة حداد، فلا يرضيهم إلا الفشل، وإذا أغاضهم متألق وضعوه على المشرحة واستخدموا سكاكينهم السامة، وإذا أزعجهم ذلك الصنف الذي تعلم الرد بعمله الجميل، طاشت كلماتهم وتجمعوا على موائد الوقت المقيتة ليمارسوا حسدهم الأسود .. دائما يأكلهم الفراغ وخلاء اليد والعقل من أي نافع للذات أو للآخر، عيونهم تدور دائما تبحث عن مواطن الجمال لتشوهها، وعن النخل الباسق لتقزمه، إنهم حقا متعبون من الذين يعملون والذين لا وقت لديهم لإعطاء الأذن لثرثرة الخاوين، وغير آبهين بزارعي الشوك ( فكل إناء بما فيه ينضح ) هذا كلام ما كنت لأكتبه، ولكن الضرورة لعبت دورها ووجدتني مضطرا لتوضيح بعض الأشياء، وخصوصا للذين يريدون من قلمي أن يكون مدفعا لضرب الآخرين، ومطية لتصفية الحسابات الشخصية.
و قد يتساءل قراء هسبريس مع أنفسهم لماذا كل هذه المقدمة، سوف أكون معهم كريما وأسارع بانتشالهم من حيرتهم، وذلك بدعوتهم لتتبع السطورالتالية لمعرفة السبب الذي جعلني أخط هذه المقدمة التي لم تكن مسطرة في أجندتي.
بعد مشاهدة لقطات من مسرحية " الإعلان في الجورنال " التي بثتها مؤخرا القناة الأولى، وعندما استوقفني المشهد الذي عبرت حينها عن رأيي فيه، - تشبه عزيز العلوي بالمرأة - لاحظت غضب بعضهم، إنهم أولائك الذين لا يؤمنون بوجهات النظر المخالفة .. وتهجم علي الكثير منهم، الذين أجزم أنهم لم يفهموا البتة القصد من ملاحظتي .. بحيث ذهب بعضهم ليربط قضية المسرحية التي انتقدتها بأحداث القصر الكبير، التي حامت حولها عدة شائعات تفيد أن شاذين عقدا عقد القران فيما بينهما، أو أقاما حفل زفاف أو .. أو، وقد وجهت لي بعض الرسائل التي تحمل بين طياتها الكثير من اللوم على تقصيري في الكتابة عن هذه الأحداث، وآخرون عاتبوني بما فيه الكفاية ووجهوا السؤال التالي: ( هل اقتصر نظرك فقط أيها الكاتب على المسرح، دون النظر الى الواقع من حولك ؟ ) وعبر آخرون عن امتعاضهم مما كتبت عن المسرح دون الالتفات إلى ما يحدث داخل جريدة هسبريس، يقصدون أن أحد الشواذ يوجد ضمن الكتاب الذين يتعاملون مع ذات الجريدة - دائما حسب قولهم - وقد دخل الكثير من القراء سامحهم اللـه على الخط وقالوا كلاما يغضب حقا، ولولا أني أتصف بالصبر وألتزم بأخلاقيات المهنة لبادلتهم بالمثل وأكثر، والذي لايعلمونه كل الذين كان من واجبهم أن لا يردوا علي بالقدح وبالكلام الذي لا يعلم فك طلاسيمه إلا اللـه هو أن المسرح يعد ( أبو الفنون ) وهو المرآة التي تعكس أخلاق المجتمع ومنه يتعلم الجيل الجديد عدة أشياء، وعليه .. حين يرسل هذا المسرح رسائل مغلوطة فمن ياترى يصححها لأجيالنا فيما بعد؟ وعلى هذا الأساس ارتكز نقدي، الذي لم يكن نقدا جارحا أو أي شيء من هذا القبيل، بل كان نقدا بناء ومصححا للوضع، معلنا به عن موقفي بجرأة وشجاعة لما وجدت أن الأمر يتطلب ذلك، لأنه من العيب كما سبقت الإشارة إلى ذلك، أن يلعب الرجل دور المرأة في وجود العشرات من النساء الممثلات العاطلات عن العمل، لأنه في أي حال من الأحوال لا يمكنه من جهة اثقان الدور، و من جهة أخرى أساء إلى نفسه والى زملائه الممثلين والى فصيلة الرجال ككل .. أما عدم معالجتي لقضية القصر الكبير على حد قول أصحاب بعض الرسائل، فلم يكن في إمكاني، وذلك نظرا للمسافة التي تفصل بين مكان إقامتي ومكان الحدث، وقد طبقت قاعدة "بين الحق والباطل أربعة أصابع"، بمعنى إذا رأيت فذاك حق وأما إذا سمعت فهو باطل، وهذا ما لم يتح لي فرصة الخوض في الكتابة في هذا الموضوع حتى لا أدخل في باب الفاسقين ( ارجع إلى الآيات القرآنية ).
وبما أن الخلافات طبيعية بين بني البشر، فمقابل كل اللائمين والمعاتبين فقد كان هناك صف آخر الى جانبي، إذ اعتبرته مساندا لي ومقويا لعضدي ومؤيدا لكل ما جاء في مقالي، ومثل لي في الحقيقة أصحاب هذا الصف كأبطال مظاهرة حب تمثل أجمل استفتاء على مصداقية مقالي المشار اليه، وملاحظاتي التي كانت في الصميم ، وأنا هنا لا أدعي الكمال في أقوالي ولا انتقاداتي، ولست ممن تمنعهم عجرفتهم من تقبل الردود والتعاليق الموضوعية التي يمكنني أن اهتدي بها إلى الصواب، إنما فقط أريد أن تكون هذه في محلها وأن يتفهم أصحابها واجبهم ليصلحوا ما يمكن إصلاحه، بدل إفساد ما هو صالح، وذلك لما تعرفه أكثرية الردود من تبادل السب والشتم فيما بين القراء، والخروج عن المعقول أو عن النص بكلام أهل المسرح.
على العموم تحياتي لكل القراء الأعزاء، وشكري لهم جميعا وأعدهم بأني سأكون دائما رهن إشارتهم للرد والمناقشة وإبداء الآراء