الثلاثاء، 8 فبراير 2011


مقدم حلقات نغموتاي و نجاتــــه  ..        !        

قال قيس المجنون للعاقلة ليلى :      " أنا قيس قبل الزواج، وقيس بعد الزواج .. لن أتغير ولن أتحول"

وكذلك قال أو يقول (عادل بلحجام) مقدم برنامج نغموتاي الذي تبثه القناة الأولى، أجل يقول: " أنا هكذا .. وهكذا أنا .. أنا لن أتغير، ولن أغير أسلوبي في التعامل، سواء تعرضت للنقد، أو لم أتعرض له .. " وما يدل على ذلك، هو أن صاحبنا رغم عدة رسائل مفتوحة وجهت إليه، ورغم كثرة الانتقادات التي أثارها أسلوبه في التنشيط ، لازال متماديا في تصرفاته، التي أقل ما يمكن أن يقال عنها، أنها لا تمت بصلة لرجل مهني، هدفه جذب المشاهدين، ولفت انتباههم لتحقيق أعلى نسبة لمتابعة برامج القناة الأولى، في عصرتشهد فيه وسائل الإعلام، المتمثلة في القنوات المتعددة الدور الريادي في بث الخصوصيات الثقافية والفنية والترفيهية  .. وتترجم المناخ العام للدول، وفي هذا السياق، يجب أن يعلم "ميسترو" برنامج نغموتاي، وألا ينسى أن الكثير من الناس لم تعد تشدهم الأساليب الرخيصة المراد منها جذبهم .. وقد ضاقوا ذرعا من التلميحات اللاأخلاقية .. والحوارات السخيفة، والتمييز الصارخ فيما بين المحتفى بهم، هذا من جهة.

أما من جهة ثانية، وكمتتبع يقودني فضولي إلى الاطلاع على ما استجد في برامج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، رغم مرضها المزمن، و( زمنها الذهبي ) الموصوم بإعادة  برامجها وإعادة الإعادات لمرات عديدة، فان السيد المقدم - ليس مقدم الحي طبعا-  بل أعني مقدم برنامج نغموتاي، قد شدني ليلة الجمعة 04 فبراير الجاري، خلال إعادة حلقة من البرنامج  ذاته تم بثها في زمن مضى، بإطنابه في تقديم مغنية شعبية كان مقررا تكريمها في ذات الحلقة، بحيث حفزني إطنابه الذي فاق المعقول إلى متابعة الحلقة حبا في التعرف على المحظوظة التي استحقت كل هذا الإطناب في التقديم، وتأتى لها  دون غيرها نيل كل هذا الكم الهائل من الأوصاف الجميلة والكلمات المادحة، منها مثلا، الشحرورة .. صاحبة الحنجرة الذهبية، وأوصاف أخرى يضيق المجال لذكرها .. تقديم بحق أثار شهيتي، وجعلني أقع في هوة الترقب والانتظار، حيث خيل لي وكأن بلحجام بصدد تقديم فنانة من العيار الثقيل، أو واحدة من أعمدة الفن ببلادنا، أعطت للساحة الفنية المغربية شيئا مهما في مجال الغناء والطرب، أو قدمت انجازا كبيرا جدا في عالم الفن، وليس هناك مجال للشك بأن كل المشاهدين الذين كتب لهم في تلك اللحظات متابعة برامج الأولى، قد أثارهذا التقديم الفريد من نوعه استغرابهم ودهشتهم، وكانوا على أحر من الجمر للتملي بطلعة ( بطلة الحلقة ) وكم كانت المفاجئة صادمة للجميع .. لما وصل (السي بلحجام) إلى الإفصاح عن اسم "ملهمته" والتي لم تكن إلا المغنية الشعبية ( نجاة اعتابو) - إلا، ليست للتقليل من شأن اعتابو- إذن، السؤال الذي يفرض نفسه في هذه الحالة، لماذا كل هذا التعب ومن دفعك يا مقدمنا العنيد إلى سلك سبيل المجاملة والتحيز؟ الشي الذي دفع بعضهم إلى الاعتقاد بأن هناك حكاية ما..!

أنا  لست ضد التكريم، أوالاحتفاء ب. نجاة  اعتابو أوغيرها من الفنانين المغاربة، ولكني أقف ضد عدم تسمية الأشياء بمسمياتها، وضد كل هذه السخرية التي تعدت حدود الأخلاق والأدبيات ؟ وأتساءل بالمناسبة، لماذا فرض مقدمين لبرامج ومنشطين لها على المشاهدين وهم في حقيقة الأمر، غير واعين بقيمة المهمة الملقاة على عاتقهم، ولا إلمام لهم بما يفرضه دور المنشط المؤهل فنيا ونفسيا من التزام، وعدم الاستخفاف بالنظارة، الذين تدعوهم ظروفهم إلى الجلوس أمام شاشة القناة الأولى، أو على العموم أمام شاشات القنوات المغربية بأكملها ..؟ 

وكم هو جميل أن تلتفت القناة التلفزية الأولى إلى الوجوه الفنية التي أبلت البلاء الحسن، وأعطت الكثير، وتركت بصمات يشهد بها التاريخ الفني .. وجميل أن تحتفي بهم بين الفينة والأخرى، تعبيرا لهم عن عطائهم وتفانيهم في الإبداع، ولكن الذي ليس جميلا، هو أن يتعامل البرنامج بمنطق التمييز في حالات التكريم، ويخلق فرقا شاسعا بين الفنانين المغاربة، بحيث لايفي البعض منهم الحق الكامل من التعريف الذي يستحقونه، وفي ذات الوقت يوهم فنانين أخرين بما ليس فيهم. 

على أي، فأنا إذ أتطرق لهذا الموضوع، لا أقصد نشر الغسيل أو إذاعة الأسرار، ولا أريد انتقاد البرنامج  بقدر ما أريد توجيه القائمين عليه، وإثارة انتباه مقدمه إلى ما يتوجب عليه عمله ليعطي المنتظر منه، واني إذ أعبر هنا عن رأيي هذا من باب الغيرة عن مجالنا الفني، فاني أنتظر غضب أولائك الذين لايؤمنون بوجهات النظر المختلفة، وأجزم أني لا محالة سأتعرض لهجوم بعض الذين لم يفهموا القصد من هذه الرسالة المتواضعة، وخير خاتمة أنهي بها هي، لا يسعني إلا إسداء النصح التالي للسيد عادل بلحجام .. "الإنسان الذي يفقد احترام الناس له، لن يعوضه شيء من المنافع والمزايا عن ذلك ..!!"