السبت، 6 نوفمبر 2010

على هامش إصدار ألبومها الجديد
رسالة إلى سميرة بن سعيدلقد استطاعت نجمة الغناء اللامعة بالقاهرة، المغربية سميرة بن سعيد، في وقت سابق تكذيب كل الشائعات ومقالات النقد التي مست حياتها الشخصية على العموم والفنية على الخصوص، بل وصل بها الأمر آنذاك إلى تصوير شريط فيديو كليب لأغنية " كل دي إشاعات " حتى ترد على كل من يسبح ضد تيار اختياراتها، لكنها لحد الآن لم تجد مبررا واحدا تقنع به أولائك الذين عابوا عليها انسلاخها من لهجتها المغربية في كل المحافل الإعلامية التي تعقدها، حتى أصبح الجمهور العربي وحتى المغربي الذي يجهل أصول الفنانة سميرة المغربية، يحسبها مطربة مصرية، نتيجة إصرارها الذؤوب على عدم التحدث بلهجتها الوطنية، وتقديم نفسها كفنانة مغربية حالفها النجاح في الديار المصرية. أقول هذا لأنني أعي جيدا الدور الخطير الذي قد يلعبه الفنان في التعريف بفن بلده، ففي الوقت الذي نجد فيه استقطاب دول الخليج لكبار الفنانين، للغناء باللهجة الخليجية دعما لفنهم وبحثا عن مساحات إضافية للانتشار، نجد فنانتنا ذات الشهرة العربية لا تبذل جهدا يذكر في التعريف بفن وطنها، وهوالوطن الذي صقل موهبتها و ... و بالمقارنة نجد عمالقة الغناء العربي قد غنوا بلهجات مختلفة، كوليد توفيق وماجدة الرومي والسيدة فيروز، ولكنهم إذا أجري معهم لقاء متلفز نجدهم أشد وفاء، ويسعون بكل الطرق إلى استثمار اللقاءات الإعلامية للتعريف بفنون بلدهم والاعتزاز بالانتماء إلى دائرة هذا الفن، وهو الأمر الذي نفتقده في سميرة بن سعيد في لقاءاتها مع القنوات الفضائية، إذ تتحدث باللهجة المصرية عن أغانيها، عن ملابسها، وعن كل شيء يهمها ويهم حياتها الشخصية والفنية .. دونما إشارة ولو من بعيد إلى فن بلدها.
إذن .. إن لم يتحمل الفنان المغربي مسؤولية نشر فن بلده، فمن يا ترى سيقوم بهذه المهمة ؟! والى متى سنبقى نتدرع بالمقولة المهترئة " أن اللهجة المغربية غير مفهومة " - وهنا أستغل الظرف لأقول ليس العيب في اللهجة المغربية، بل العيب كل العيب في سفراء أغنيتنا الذين يتنكرون لفن بلدهم ولهجته الوطنية ولايملكون الأدوات التي تمكنهم من التعريف بفن البلد -.
لذا، فالفنان وحده هوالذي يستطيع جعل الجمهور يعتاد على لسان بلده، وأظن أن اللهجة المغربية ليست بالتعقيد الذي ينعدم معه التواصل، مقارنة باللهجة اللبنانية أو السورية أو غيرها .
ونحن كجمهور أحب سميرة، نتمنى أن تعي رسالتها الفنية قبل فوات الأوان، وتحرك موروثها المغربي الذي لازال يسكن أعماقها وأن تحمله معها، حتى ينتشر كما انتشرت أغنياتها .. فمرة أخرى نلتمس من سميرة أن تعي أن هذا عتاب وتعمل على تكريس مغربيتها، وتخصص لها مساحة محترمة في رحابة انتشارها الفني، وكل ألبوم وسميرة بن سعيد بخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق