السبت، 6 نوفمبر 2010

حشومة من السكيريتي
الى ليلى ..!

إذا كان اللـه تعالى لعن المرأة التي تتشبه بالرجل، فماذا عن الرجل الذي يتشبه بالمرأة ..؟ ومن هؤلاء الرجال من هم على استعداد لأن يبيعوا كل ما لديهم عزيز ،من أجل الحصول على منافع ذاتية .. ولاشك أن ليس أعز عند الإنسان من ضميره وكرامته، ثم المباديء، وهكذا يكون من تنازل عن مبادئه أو سمح فيها لامحالة أنه في القادم من الأيام سيكون مستعدا لهدر كرامته وحيائه .. وفي الأثر " اذا لم تستح فاصنع ما شئت " .
ولعل بعضهم لا يعلم بأن الحياة بدون كرامة لا قيمة لها ولا معنى، وعديم القيمة ،هو من يترك كل شيء يعيبه في نظر الناس يتمكن منه ويسيطر عليه بالمرة ويفقده القدرة على التحكم في حركاته وسكناته، الشيء الذي يجعله يبتغي رضى الآخرين في سبيل الوصول الى أهدافه، غير مبال أنه بذلك يقدم على جرح كرامته ،وهدرانسانيته، ويكون اذذاك قد فقد احترام الناس له، ومن وصل الى هذه الحالة لن تعوضه أية منافع أو مزايا عن ذلك.
و مناسبة هذه المقدمة هي الطريفة التي استوقفتني وأنا أشاهد لقطات من مسرحية بثتها القناة الأولى ليلة الجمعة الماضية، وحسب ماذكر أن عرضها سيعاد ليلة الخميس المقبل على خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط .. انها مسرحية " الاعلان في الجورنال " التي لعب فيها عزيز العلوي دور" ليلى" الدور المهزلة الذي استاء منه كل الرجال الذين كتب لهم مشاهدة المسرحية، وفي حينه تناسلت عدة أسئلة في الموضوع، منها على سبيل المثال: " ما هو الدافع الذي جعل هذا ( الممثل ) - بغض النظر عن كل الأسباب - يقبل لعب مثل هذا الدور، هل يا ترى انقرضت النساء ..؟ هنا الجواب بسيط جدا، لا شك أن الطمع هو المحرك الرئيسي الذي دفع (ممثلنا الهمام) ليفعل بنفسه ما فعل.
و حتى لايقوم بعضهم وينصب نفسه مدافعا عن الممثل المخطيء، ليبرر هذا الفعل بوضعنا أمام الأمر الواقع ويعود بنا الى زمن ولى ويعطينا مثلا حيا، كقوله مثلا لماذا الراحل بوشعيب البيضاوي كان يتقمص دور المرأة، هل هو حلال عليه، وحرام على عزيز العلوي ؟! لا .. ذاك زمن كانت فيه المرأة لا تملك الجرأة على الوقوف على خشبة المسرح لممارسة التمثيل، وان قام الممثل البيضاوي بتشخيص الدورالنسائي فذلك كان طبعا في غياب نساء ممثلات، بحيث كانت العائلات المحافظات بالمغرب لا تسمح لبناتها بالظهور على خشبات المسارح، أما اليوم يكون من البلادة بمكان أن يلعب رجل دور امرأة والساحة الفنية تعج بالعشرات
من الممثلات العاطلات اللائي ينتظرن فرص العمل، وحتى وان كان بوشعيب البيضاوي في ذلك الوقت يتشبه بالمرأة، فانه كان يؤدي الدور بتقنية فائقة وبأخلاق فاضلة، وليس كما فعل عزيزنا اليوم في دور ليلى، حيث رخص معاني التمثيل النبيلة بقيامه بحركات لا تمت للتمثيل بصلة .. ولست أدري كيف سولت له نفسه أن يتنازل عن عفته وكبريائه ويقبل بالانخراط في مثل هذه المهازل التي لا تشرف معشر الممثلين، واذا سلمنا بما قاله أحد الظرفاء الذي علق على ما رآه .. بأن عزيز العلوي اختارعن قصد القيام بهذا الدور المشين ليكون بطلا وحديث الرأي العام الوطني، ظنا منه أن ذلك سيجعل نجمه يسطع أصفرا كنور الشمس في أيام الصيف، ولكن ردا على صاحبنا الظريف وقبل أن يضيف أي وجهة نظر أخرى، أبادره بما يلي: سبق ل.عزيز أن عرفه الجمهور المغربي بكلمة " حبيبي" من كثرة ما كان يرددها وب."السكيريتي" وهكذا كان الناس يمزحون معه بالكلمتين عند لقائه، أما اليوم أفلا يستحيي صاحبنا وهو يسمع الصغار قبل الكبار ينادونه باسم ليلى الأسم الذي اشتهر به في مسرحية "الاعلان في الجورنال " ؟
أرى و يرى معي كل الملاحظين لما يجري في الساحة الفنية أن هناك أناس (عاجبينهم روسهم ) يدعون ملكية الزعامة والريادة في كل شيء، وهم في الحقيقة ليسوا الا متطفلين لا يخجلون أبدا .. يملكون ( الصنطيحة ) ويدافعون لنصرة مواقفهم الخاصة حتى ولو كانت تتنافى وتتناقد مع الروح الفنية ومع ما ينتظره جمهور المتلقين منهم.
و كما قال الشاعر الانجليزي صاحب القصيدة الشهيرة " أغنية الى الريح الغريبة ": اذا حل الشتاء هل يمكن للربيع أن يكون بعيد جدا ؟! و أقول أنا محمد زمران في مقالتي هاته: اذا وصلت الوقاحة بممثل مغربي أن يتشبه بالمرأة في وجود العشرات من النساء الممثلات، هل يمكن انتظار تدمير كافة مقومات الوطن الفنية والمعنوية طويلا ؟!
في واقع الأمر ان فعلة عزيز العلوي تعد اهانة لرواد الفن المسرحي الذين ناضلوا أمدا ليس بالقصير من أجل تكريس الاحترام للفنان المغربي وتمكينه من أن يرفع رأسه عاليا، ومن العار الكبير أن يتجرأ بعض المبتدئين في الميدان من مرضى النفوس وعديمي الضمائر ويحولوا بين عشية وضحاها كل ما تحقق بمجهود جبار الى سلوك مقرف يفسد الواقع الفني .
و لا يسعني في ختام هذه الاشارة المتواضعة الا أن أقول بعد الحوقلة للـه في خلقه شؤون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق