الأحد، 7 نوفمبر 2010

مالنا ومال ثريا جبران..؟! بمجرد الإعلان عن لائحة أسماء وزراء حكومة عباس الفاسي بعد الانتخابات التشريعية لسنة 2007، و بمجرد ما علم الجميع أن هذه اللائحة تضم اسم الفنانة ثريا جبران التي كلفت بحمل حقيبة وزارة الثقافة، حتى استلت السيوف من كل حذب و صوب، وأسيل مداد كثير زركش صفحات الجرائد بمقالات يسيل أمامها لعاب القراء، ويدفعهم إلى قراءتها قبل غيرها من الأخبار التي يفترض أنها أكثر أهمية، بل إن بعض الصحف أضافت، ونشرت ما يثير شهية القراء للحديث عن تعيين ثريا كوزيرة للثقافة بالمغرب، وقد تقاطرت عليها كل أنواع الانتقاذات من كل جانب، وصلت في بعض الأحيان حد التجريح والخوض في حياتها الشخصية، كوصفها مثلا بالمرأة الغير متعلمة، والتي لاتفقه شيئا في السياسة، ومنهم من ذكر أنها تقطن "ببراكة" فوق سطح منزل، وغير ذلك من النعوت المشينة .. ونالت المسكينة كما هو معلوم من التعنيف ما لم تنله الوزيرات الست الأخريات، و كل ذلك لم يزعج الوزيرة، بل واجهت كل ما كيل لها بصبر وثبات حتى مرت السحابة وهدأت الزوبعة وعادت الأمور إلى نصابها، ومن ثم عاد محررو بعض الجرائد الذين كانوا بالأمس يقولون فيها أكثر بكثير مما قاله مالك في الخمر، فمنهم على سبيل المثال لا الحصر من عاب عليها إنكار اسمها الحقيقي الذي هو السعدية، وفي نظري هؤلاء لم يكن الحق في صفهم، لأن العادة جرت بين معشر الفنانين، لما يقدمون على الولوج إلى عالم الفن، أول ما يفكرون فيه بتمل هو وقع الاسم على أسماع المتلقين، لهذا يتخذون من الأسماء ما يجعل صيتهم يعرف الانتشار الواسع ويترسخ في أذهان الناس، ولنا في بعض الفنانين الآتية أسماؤهم البرهان الدامغ على صحة ما نحن بصدد الحديث عنه، ف.عبد الوهاب الدكالي عميد الأغنية المغربية والذي أعطى الكثير، قبل دخوله إلى مجال الأغنية كان اسمه عبد الوهاب بوكرن، وعبد المنعم الجامعي، هو الآخر كان اسمه أحمد بلفقيه، وعمر التلباني الشاعر الغنائي الذي أبدع في كتابة أغاني " سوق البشرية و اللـه حي وياأعز الناس " وغيرها من الروائع التي تغنى بها عبد الوهاب الدكالي وغيره من الفنانين المغاربة في شتى المناسبات، فاسمه هو عمر دنون .. هذا بالنسبة للفنانين المغاربة، ومثلهم في ذلك مثل الفنانين العرب الآخرين، حيث نجد اسم كوكب الشرق أم كلثوم الحقيقي هو فاطمة إبراهيم، ووديع الصافي كان اسمه وديع فرنسيس، أما نور الشريف فكان يحمل اسم محمد جابر محمد عبد اللـه، كما أن معالي زايد اسمها الحقيقي هو معالي عبد اللـه أحمد الميناوي، وعبد الحليم حافظ هو عبد الحليم شبانة، وكذلك مدحت صالح، فاسمه الحقيقي هو محمد محمود صالح وهبة، وبوسي قبل امتهانها الفن كانت تسمى صافيناز مصطفى قدري، وهكذا دواليك، وغيرهم كثير ولا يسمح المجال لسرد كل الأسماء .. ومنهم أيضا من أنكر عليها ( على ثريا ) احترافيتها في المسرح ووصفها بالمهرجة و" الحلايقية " وغير ذلك من الأوصاف التي من شأنها أن تلحق الضرر بالمعنية بالأمر.أما إعلامنا العمومي الرسمي فبدوره لم يرد أن تفوته المناسبة وأراد من جهته أن يقوم بالواجب مع ثريا جبران، فبعد هدوء العاصفة وسكوت كل المهللين والمنتقدين وحتى نسيان الأمر من طرف الغاضبين الذين لم يرقهم التعيين في حد ذاته، أوالذين لم تعجبهم إناطة مهمة وزيرة الثقافة لزميلتهم في الركح، شرعت القناة الثانية في بث سلسلة " الهدرة عليك " التي لعبت دور البطولة فيها الممثلة/ الوزيرة قبل حملها للحقيبة، وهنا قفزإلى ذهني سؤال مفاده: لماذا إعادة هذه السلسة بالضبط في هذا الوقت، ولنفرض إن كان لابد من الإعادة لملأ الفراغ ..؟ فالمعنى على من ؟ وما الداعي الى تقليب المواجع ..؟
و للاشارة، إن خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة هو الآخر لم يعجبه أن يرى عضوة في الحكومة التي ينطق باسمها رسميا وهي تلعب في إحدى المسرحيات دور " صبانة " الشيء الذي دفعه - وهذه سابقة في حياة الحكومات المغربية - خلال مجلس للحكومة إلى اقتراح حذف السلسلة المذكورة، خوفا من ما قد تلحقه زميلته وهي (تمثل) من ضرر إلى الأداء الحكومي الذي( كان) كل أعضاء الحكومة يراهنون عليه أن يكون أداء في المستوى الذي يحقق تطلعات الشعب المغربي.
وبعد هذه الموجة العارمة، عاد المحررون وكل المنتقدون إلى صوابهم وغيروا آراءهم، وأخذوا في إجراء الصلح مع السيدة الوزيرة/ الفنانة، بطريقة غير مباشرة، وذلك لحاجة في نفوسهم .. فأخذ كل واحد من جهته في سرد مناقبها وما يميزها عن الآخرين في الساحة الفنية .. ومنهم من ذكر بشجاعتها وجرأتها، كما استشهد البعض بالنار التي كان لسان ثريا يطلقها علانية على المخزن، أيام وقوفها على خشبة المسرح، مذكرا بالأعمال التي قدمتها، مثنيا على نضالها في الميدان الفني وما تسديه من خدمات للصالح العام عبر جمعيات ونوادي و .. و .. الخ، و منهم من تنبأ للثقافة بالازدهار والتقدم في عهد الوزيرة المعينة حديثا .. وجموع أخرى من الغاضبين شهدت أن ميدان الثقافة عرف في عهد ثريا جبران انتعاشا كبيرا، بحيث - دائما على لسان منتفضي الأمس- عاد الاعتبار إلى الفنان المغربي، وشهدت الساحة أيضا حدثا فنيا متميزا تمثل في توزيع بطاقة الفنان التي طالما ناضلت أمة الفنانين من أجل الحصول عليها خلال فترات سابقة تحت وصاية وزراء سابقون، دون الوصول إلى المبتغى.ثم أن هناك ثناء آخر ترجم سعادة الفنانين وابتهاجهم على ما تحقق في عهد الوزيرة ثريا/ السعدية والمتمثل في استفادة أكثر من 30 فرقة مسرحية من الدعم الذي ترصده وزارة الثقافة، كما فسح المجال لتنظم الدورة العاشرة للمهرجان الوطني للمسرح، وسجل المغرب الحضور اللافت في مختلف المهرجانات العربية.

وهكذا .. وبعد مرور فترة وجيزة من الزمن، تغيرت الآراء والعقليات تجاه ثريا جبران، ولم يعد أحد ينكر عليها ثقافتها وقدرتها على تدبير شؤون وزارة الثقافة، ولا من يوجه لها أصبع الاتهام بأنها أمية في السياسة، أو أنها ليست في مستوى المسؤولية التي أنيطت بها، ولكن بقي سر هذا التقلب في علم الغيب، ما دام أن منوهي اليوم هم ذاتهم معاتبي ومنتفضي الأمس، وفي هذه الحالة لايسعني إلا أن أقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، حتى لاأكون من الذين قالوا ما قالوا في ثريا بالأمس وغيروا رأيهم اليوم دون معرفة السبب، ولساني يردد: " لماذا مثلا شنت هذه الحملة على ثريا جبران بعد استوزارها، ولم تشن عليها قبل ذلك ..؟ " والجواب لامحالة يكون في حوزة الذين تجندوا مؤخرا للدفاع عن مابذلته سعادة الوزيرة من مجهودات جبارة لإسعاد الجماهير الفنية بالبلاد ..! وتحضرني اللحظة قولة رابعة العدوية إمامة العاشقين والمحزونين وشهيدة العشق الإلهي التي قالت فيها :" يارب لو كنت أعبدك مخافة النار فاحرقني بها .. ولو كنت أطمع في الجنة فاحرمني منها .. وان كنت لاأعبدك الا لوجهك فلا تحرمني مشاهدته " وبدوري أقول ل. كل المنوهين الذين غيروا آراءهم في خرجاتهم الإعلامية الأخيرة، ل.كل الضالعين في علم المدح والقدح، إن كنتم تتعاملون مع الشخصيات النافدة طمعا في كرمها وما تجود به عليكم، فهذه حقا مهزلة وحسبكم اللـه وجعلكم عبرة في مزبلة التاريخ، واعلموا أنكم لستم في مستوى الرسالة الإعلامية النبيلة التي أنيطت بكم، بحيث اتخذتم مهنة الصحافة كسيف ذو حدين بوسعها أن ترفع من أرادت وترسل إلى الهاوية من شاءت .. وقانا المولى عز وجل من شروركم، وكفاكم من تجهيز النعوش بين كل عشية وضحاها.

05 فبراير 2009
المتلقي يريد النبأ اليقين
يامسؤولي القناتين ..!
الإعلام بكل مكوناته يعد المرآة التي تعكس كل كبيرة وصغيرة .. و هو بالدرجة الأولى من يتحتم عليه أن ينورالرأي العام الوطني قبل العالمي، ويغطي جميع الأحداث في الوقت المناسب، خاصة في عصر الثورة الإعلامية التي نعيشها، وتحول الإعلام إلى أداة نقل مباشر للحدث، بالصوت والصورة وبالزمان والمكان الذي تجري فيهما الأحداث، الأمر الذي أعطى للإعلام قوة حضور، وقدرة على تشكيل الراي العام .. وهكذا نجد أن للإعلام الرسمي ببلادنا أدوارا ينبغي أن يؤديها، وهناك أيضا مهاما مطلوبة منه تجاه المتلقين، الشيء الذي يجعله حاملا لرسالة يطلق عليها رسالة الإعلام .. هذه الرسالة التي يجب أن تؤدى في أحسن الظروف وعلى الوجه الأكمل، وإلا سينعت بالضعف، وهذا عامل مقنع لجعل المتلقي - الذي ينتظر من إعلام بلاده الرسمي أن يكون مصدره الأساسي، والذي يطلعه على ما يجري داخل وطنه وخارجه - يلجأ إلى الإعلام الأجنبي لعله يجد توجيها أقوى، وخصوصا العالم الآن يعرف الغزو الإعلامي عبر الفضائيات.

ولا يجادل عاقل في أن قناتينا ( الأولى والثانية ) على حد السواء من واجبهما أن تعملا بهذا المنطق، بل ومن أولويات مهمتيهما المهنية أن تخبرا المواطنين - الذين يدفعون المقابل- بكل مااستجد من حولهم في لحظة وقوعه، وأن تحترما في نفس الوقت مشاعرهم، وتكونا لهم بمثابة الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والسؤال الذي لامفر منه والذي يقفز لدهن كل من وقعت هيناه على هذا الاستهلال، هو ما الغرض من كل هذه المقدمة اللغز، أجل .. أجدني مضطرا لتقديم الجواب الشافي لكل متعطش له .. السبب ياسادة، بسيط جدا، كونه يتجلى في نبأ احتار معه النظارة المغاربة ليلة الأربعاء 04 فبراير الجاري وأثارالكثير من الجدل والاستغراب .. النبأ جاء ضمن نشرتي أخبار القناة الأولى والثانية، ولكن كل واحدة منهما بتثه حسب هواها، أو بالأحرى حسب قدرتها على إيصال الخبر إلى المشاهد، بحيث في موضوع الفيضانات التي اجتاحت سيدي سليمان، وضمن الربورتاج الذي خص تدخل السيد والي جهة الغرب الشراردة بني حسن، عامل إقليم القنيطرة، وللتعريف بشخص المتدخل، كتبت القناة الأولى عبد اللطيف بن شريفة، وقناة عين السبع كتبت بدورها عبد اللطيف بن شريف، وهكذا اختلط الأمر على المتلقين، حتى أن أحد الظرفاء علق على ذلك بقوله: ( اللـه يسترهاد التلفزات فالضرايب متافقين وفالأخبار متفارقين) .

إذن هل هذا هو الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام الرسمي الذي يتسم بالتأثير الكبير على أفكار وسلوكيات الناس، فكيف سيغذي هذا الإعلام شعور جمهورالمواطنين ان لم يبت لهم ما يفيدهم وما ينتظروه منه ؟

هذه كانت فقط إشارة متواضعة مني، وذلك من فرط غيرتي على إعلام وطني الرسمي لإثارة انتباه المسؤولين عن قناتينا الموقرتين حتى لاتتكرر كبواتهم، ونصل بمشيئة اللـه إلى علاج ناجع لتشوهات إعلامية قد تحيد بنا عن الطريق السوي. وحتى يتقلص اللغط الذي توجه بواسطته الهجمات المتتالية إلى الإعلام الرسمي المغربي، إن على المستوى الوطني أو الأجنبي، لنصل في نهاية المطاف إلى بلوغ الهدف الذي نتطلع إليه جميعا.

05 فبراير 2009
شتان ما بين طرق المغرب
وطرق الدول
يا سيادة الوزيرلايمكن لمغربي واحد لديه الحد الأدنى من الرشد أن يتجاهل قضية حوادث السير بالمغرب .. الحرب التي تحصد العديد من أرواح الأبرياء كل يوم وليلة، بل وكل لحظة من اللحظات، أجل إن هذه حقيقة لايمكن إنكارها، وكذلك لايمكن تجاهل عدد الحملات المنسباتية للتحسيس بأخطار الحوادث التي نظمت وتنظم من أجل القضاء على هذه المعضلة التي تخلق سنويا العديد من القتلى وتكون السبب في ازدياد عدد الأيتام والأرامل، ناهيك عن ما يترتب عنها من أعداد هائلة من الجرحى وذوي العاهات المستديمة، ولكن للأسف الشديد لم يكتب لها النجاح، وهذا راجع إلى عدة جوانب، منها على سبيل المثال .. حالة الطرق التي تعد السبب الرئيسي في خلق هذه الحوادث، ثم العنصر البشري الذي لايحترم قانون السير، أخيرا الحالة الميكانيكية لوسائل النقل، وهذه الجوانب مجتمعة دفعت الدولة في شخص وزارة النقل والتجهيز للبحث عن الحل الناجع للقضاء على هذه الآفة الخطيرة التي تهدد المجتمع في أعز ما يملك .. وعليه، فقد سطرت فيما سبق استراتيجية جديدة أملا في وضع حد لهذه الحرب الضروس، وهذا أمر نشجعه ونباركه .. ولكن الجدل الواسع الذي أثاره مشروع السير والجولان - الذي فصل على غير مقاس المواطنين المغاربة - وخضع بسرعة قياسية للدراسة في قبة البرلمان دون علم المعنيين بالأمر، قلت الجدل الذي أثاره المشروع في مختلف أوساط المجتمع، سياسية .. جمعوية .. ومهنية والاضررابات التي اتخذت في حينه من طرف المهنيين حول البنود المشددة الخاصة بردع المخالفين ) المتهورين ( الذي غلبت عليه روح الزجر يجعلنا نتساءل، لماذا ابتكار سبل تشديد العقوبات على السائقين دون النظر إلى المجال الطرقي الذي سبق وقلت بأنه هو السبب الرئيسي والمساهم الأول في وقوع هذه الحوادث المميتة..؟ بدل توجيه اللوم فقط إلى الكائن البشري الذي هو في نظر الجميع المرتكب للأخطاء التي تترتب عنها الحوادث .. وهو المسؤول المباشر في ازهاق أرواح العباد التي حرمها اللـه، لماذا لانتحلى بالشجاعة ونقف وقفة رجل واحد ونلقي نظرة شاملة على طرقنا، وخاصة تلك التي تكون في غالب الأحيان مسرحا لهذه الحوادث التي كما هو معلوم تكبد المغرب خسائر بشرية ومادية فادحة، والتي لها النصيب الأوفر في إلحاق الخسائر بكل وسائل النقل على اختلاف أنواعها والأعطاب التي تساعد من جهتها على وقوع الحوادث، وهذا لامحالة ناتج عن سياسة الترقيع وطريقة "اقضي باللي كاين" ويتمثل ذلك في الحفر المتواجدة هنا وهناك حتى أصبح الوضع يعرف ب. بين حفرة وحفرة حفرة..! زد على ذلك ظاهرة (Dos d'Anes) الموضة الجديدة التي أصبحت تلعب الدور الكبير في عرقلة حركة المرور بدل تسهيله والعمل على انخفاض نسبة حوادث السير، والتي صرفت عليها ميزانية ضخمة من مال الشعب، وقد أقر السيد وزير النقل والتجهيز بعدم قانونيتها في إحدى لقاءاته .. وحسب ما هو واضح للعيان، أن هذه العراقيل تبقى بدون جدوى اللهم إلا خلق حواجز زادت الطين بلة، وزادت أزقتنا وشوارعنا تشوها، وأعطت لمن يريد دروسا في لعبة القفز على الحواجز فرصة للتدرب.

وقد شدني في الشهور الماضية القليلة، منذ طرح المشروع للنقاش، وقبل عرضه على نواب الأمة في البرلمان، الحوار الذي أجرته يومية العلم في أحد أعدادها السابقة مع وزير النقل والتجهيز، حيث قال السيد كريم غلاب : "... اعتمدنا على تشخيص حوادث السير وعلى التجربة الدولية، ودرسنا التجارب الفرنسية والتونسية والسنغالية والسعودية ..." قال ما قاله ولم يدر في خلد سيادته أبدا الفرق الجوهري الذي يوجد بين الدول التي استشهد بتجاربها ودروسها وبين بلادنا على جميع الأصعدة .. فإذا كانت طرق وشوارع البلدان التي اتخذها السيد الوزير المحترم كنموذج لاتشبه البتة طرقنا وشوارعنا في شيء، لامن حيث الرداءة ولامن حيث المساحات والصيانات، ولا من حيث المستحوذين على الملك العمومي، من باعة متجولين وأصحاب المقاهي المحظوظين الذين يسطون على الطريق العام ويضيفون مساحاته إلى مقاهيهم، بحيث يعملون على تضييق الشارع العام المخصص لمرورالسيارات وغيرها .. ولا من حيث دخل المواطن المغربي المغلوب على أمره.. فلماذا تصر حكومتنا الموقرة على استعمال الحزم مع السائقين الذين في حقيقة الأمر لايتحملون إلا نسبة قليلة من المسؤولية في الحوادث .. ولماذا تثقل كاهلهم، - وهم المنهكون أصلا من جراء ماتعرفه الأسعار من نار- بالزيادات الصاروخية في قيمة الغرامات وتشديد العقوبات التي ليس بوسعها الحد من وقوع حوادث السير في أية حال من الأحوال، دون الالتفات إلى من بيدهم زمام الأمور والقائمين على شؤوؤن الطرق بمدننا وقرانا وحثهم، أو حتى إرغامهم على صيانة البنيات التحتية وتجهيزها بكل الوسائل الضرورية التي من شأنها أن تساعد على السير والجولان في أمن واطمئنان، دون اللجوء إلى العمليات الترقيعية، وهذا ليس بعزيز على المسؤولين المتدخلين في مواجهة ومحاربة حوادث السير بالمغرب.

وفي الختام لم أجد ما أختم به إشارتي هذه أحسن من وجهة نظر الأستاذ العلمي المشيشي * الذي دعا مؤخرا خلال ندوة بمدينة آسفي إلى تعويض اعتقال السائقين المخالفين لقانون السير بتدابير فعلية، كالحكم مثلا على السائق المتسبب في ارتكاب حادثة سير بالعمل ) مجبرا ( كسائق لدى بعض المصالح الأمنية أو أدائه أعمال إدارية دون مقابل لمدة ما .. الخ، وهذا حقا ما يمكنه أن يعمل على تقويم سلوك السائقين ودفعهم عن طواعية إلى احترام قانون السير، واحترام حق الحياة، وإعفاء المجتمع من ويلات هذه الحرب الغير مباشرة، وتفاديا بالمرة تشريد أفراد أسر السائقين الذين يزج بهم في السجون، وأملنا ان يجتهد مستشارو الغرفة الثانية في جعل بنود مشروع مدونة السير تتلاءم مع وضعية المواطنين المغاربة، وبخاصة المهنيين المادية والاجتماعية، مع ضرورة العمل على التخفيف من قيمة ما تبقى في المشروع من غرامات، وتفادي تعدد العقوبات الزجرية، خدمة للصالح العام.
* وزير عدل سابق

01 فبراير2009

النقابة المستقلة
للصحافيين المغاربة
في ذكرى تأسيسها العاشرة

إلغاء الحفل الساهر تضامنا مع أهالي غزة


المتتبع لقضايا الإعلام بالساحة الوطنية (خاصة الصحافة المكتوبة) ليس في حاجة إلى تذكيره بتاريخ تأسيس النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، هذا التأسيس الذي تم في إطار التعددية، وتطبيقا لمقتضيات الظهير الشريف بشأن النقابات المهنية الحامل رقم 119-57-1 بتاريخ 18 ذي الحجة 1376 الموافق ل.16 يوليوز 1957، وكما يعلم الجميع أنه في هذا السياق فقد وضع الأعضاء المؤسسين للنقابة نصب أعينهم المصلحة العامة للبلد على العموم، ومصلحة المهنيين على الخصوص .. و في مقدمتها الذوذ عن مصالح الذين يحملون هم مهنة المتاعب، وذلك خدمة للصحافة والصحافيين قصد تطوير الحقل الإعلامي بكل مكوناته .. وطبعا ساهمت مجهوداتهم الجبارة في وضع القطار على السكة في الاتجاه الصحيح، وقد كانت قناعة المنضوين تحت لواء النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة تجبرهم على خوض المعارك الضارية من أجل إثبات الوجود، في غياب أي دعم رسمي - كما هو الشأن بالنسبة لتنظيمات أخرى محظوظة - والتجاهل الممنهج الذي تقابل به، والتعامل الغير المنصف الذي يعاملونها به المشرفين على البرامج الحوارية التي يبثها الإعلام الرسمي العمومي .. ورغم كل هذا فان النقابة قد أصبحت لبعضهم حائط صد يستعصى تجاوزه، وليس لها أي مانع من مجابهة أعداء التعددية وتحدي إقصائهم الموجه أساسا لجهاز جاء في حقبة كانت فيها الساحة الإعلامية الوطنية في أمس الحاجة إلى من يسد الفراغ الهائل، ورغم العراقيل التي أراد بها مختلقوها فرملة عجلة النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة التي بدأت الدوران بوتيرة جد سريعة بغية الوصول إلى الهدف الذي من أجله تم التأسيس، والذي هو توطيد العلاقة بين الجهاز النقابي وكل من يرغب في الانضمام إلى صفوفه من أجل السير بخطى ثابتة نحو المستقبل المزدهر لضمان استمرار التواصل والحوار والرقي بالساحة الإعلامية الوطنية إلى المستوى اللائق .. ورغم كل الظروف التي صنعت خصيصا للنيل من قدرة وعزيمة أعضاء الأمانة العامة الذين خلقوا بتأسيسهم لهذه النقابة .. أقول خلقوا منعطفا حاسما في مسلسل النضال الصحافي الذي خاضه بعض الصحافيين الشرفاء الذين لا يسعون إلا إلى تحسين أوضاع رجال مهنة المتاعب الاجتماعية، والعمل على تأهيلهم التاهيل المهني الذي يرفع شأنهم للمساهمة في أوراش الإصلاح .. رغم كل هذا وذاك، سار أعضاء الأمانة العامة للنقابة في درب النضال رافعين القلم ضد كل الذين يضايقهم تواجد جنود الإعلام المستقل بالحقل الإعلامي الوطني الذي لطالما اعتبره الآخرون حكرا على فئة معينة من الصحافيين .. وبهذا الإلحاح، وهذا الصمود، فقد دقت النقابة آخر مسمار في نعش الذبن لا يحلو لهم إلا الاصطياد في الماء العكر.
واليوم .. وعلى هامش الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيسها، فان أعضاء الأمانة العامة يعلنون جهارا لكل خدام صاحبة الجلالة، وللرأي العام الوطني، وللجهات الرسمية .. أنهم لا يرجون إلا السير بهذه النقابة خاصة، وبكل المهنيين الذين آثروا الانضمام إليها نحو مدارج التقدم والحداثة وترسبخ مباديء المواطنة الحقة .. وهذا ما سيتبين من آفاق المؤسسين المستقبلية الواضحة المعالم والمحددة، بداية من العمل على جمع شتات حملة الأقلام وتوحيد صفهم باستقلالية تامة، عملا بالشعار الذي عقدت تحته النقابة جمعها العام التأسيسي منذ 29 يناير 1999، " استقلالية الصحافة حماية لحرية التعبير" ، وضمن هذه الآفاق أيضا العمل على تأصيل العمل الإعلامي الوطني وتمتيع العاملين بالمجال بالسيادة الكاملة في جو من الحرية بعيدا عن كل الضغوطات.
وتأكيدا لما جاء أعلاه، ولما كان الشيء بالشيء يذكر أجدني مضطرا لسرد بعض المحاور التي تضمنها الملف المطلبي الذي رفعته الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة إلى الجهات الوصية المختصة، وللأسف الشديد قدر لهذا الملف أن يحظى بالإهمال واللامبالاة، ولم نتوصل بأي جواب في شأنه، رغم تعاقب ثلاثة وزراء على القطاع - قبل الوزير الحالي -، وللإشارة فان نفس الملف المطلبي لا زال معروضا للنقاش ويتضمن مجموعة من المكاسب التي ينتظرها المهنيون رغم رفض الوزارة الوصية، فتح النقاش مع النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، وهذا كذلك يعد من بين الاكراهات التي واجهت هذه النقابة التي تبقى في أي حال من الأحوال مادة يديها لكل ذي نية حسنة، كما يعطي أيضا الدليل على صدق ما جاء في مستهل هذا المقال.
وعليه .. فان أعضاء الأمانة العامة لن يتوانوا ولن يتوقفوا عن المطالبة بتحقيق المطالب، كما أنهم سيضلون منصبين في شموخ رافعين الرأس عاليا .. متماسكين وواثقين حتى ينتصر الحق.
وفي ختام هذا الموضوع لم أر مانعا من ذكر بعض المطالب التي تضمنها الملف المطلبي المذكور وذلك تعميما للفائدة.
- الإسراع بتأسيس المجلس الأعلى للإعلام والثقافة، وفتح النقاش حول قوانينه مع تخويله الحق في فظ النزاعات فيما بين المهنيين بعضهم البعض، وبينهم وبين الجهات الرسمية والمجتمع المدني .. ثم إعطائه الحق بعد استشارة المهنيين في صياغة القانون المنظم لمهنة الصحافة .
- إعادة النظر بصفة عامة في اختصاصات لجنة البطاقات المهنية التي تشرف على تسليمها وزارة الاتصال وإشراك جميع نقابات الصحافيين المعنية في أعمالها مع مراعاة تمديد صلاحية البطاقات لعشر سنوات، بدل سنة واحدة، والعمل على حذف الشروط التعجيزية التي تقف سدا منيعا في وجه المهنيين الراغبين في الحصول على البطاقة المهنية.
- خلق صندوق " إنقاذ " يعهد إليه مساعدة الصحف والمواقع الالكترونية الجادة والمنتظمة الصدور في حالة ما أشرفت على الافلاس أو واجهتها بعض العراقيل قد تحول بينها و بين مواصلة المسيرة التنويرية.
- حصر دور وزارة الاتصال في تنظيم القطاع وتمكين مقاولاته العامة والخاصة من حرية المبادرة والاجتهاد في حدود المنطق طبعا.
- تعميم الاستفادة من دعم الدولة المخصص للمنظمات النقابية وفق معايير محترمة ودمقرطة شروط توزيعه.
- تخويل كل العاملين في الحقل الصحافي ( الصحافة المكتوبة، الصحافة الالكترونية وقطاع السمعي البصري ) من مقتضيات الحماية.. التغطية الصحية، نظام التقاعد والتأمين الإجباري عن المرض والتعاونيات حسب القوانين الجاري بها العمل.
- ضمان الحق لكل المنضوين تحت لواء النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في التكوين المستمر والمشاركة في التداريب الإعلامية على مستوى الوطن وخارجه لتطوير المهارات ورفع الكفاءات من أجل وضع حد لأولائك الذين لايتقنون إلا اقتسام الكعكعة، وتقوية الاتصال مع المنظمات النقابية العربية والدولية وجمعيات حقوق الإنسان لتحصين وحماية حقوق ومصالح الشغيلة الصحفية بكل مكوناتها.
- نبذ أساليب الردع الغير القضائي الذي يمس موضوعيا بالحقوق والحريات المكرسة على مستوى المؤسسات الدولية ومباديء حقوق الإنسان.
- الوقوف بقوة في وجه الذين تسول لهم أنفسهم تضييق الخناق على الصحافة المستقلة وإخراس صوتها لحاجة في نفوس الذين لا يؤمنون بالتعددية .
هذه إذن بعض من آفاق النقابة، وما بقي منها أكثر سيظل الأعضاء المؤسسين ملتزمين بالدفاع عن تحقيقها بروح وطنية وإنسانية مثلى، في ظل العهد الجديد ووراء رائدنا الهمام وملكنا المحبوب سيدي محمد السادس نصره اللـه، واقفين وقفة رجل واحد، صامدين للذوذ عن الوحدة الترابية وتحرير ما تبقى من أجزاء الوطن المغتصبة، واللـه من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
مـــلاحظة: للتذكير، كانت الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة قد قررت هذه السنة تخليد الذكرى العاشرة لتأسيسها بحفل ساهر، ولكن نظرا للوضع المأسوي الذي عاشه العالمين العربي والإسلامي، المتمثل في الحرب التي تعرضت لها الأراضي الفلسطينية حالت دون ذلك، فإيمان أعضاء الأمانة العامة بالقضية الفلسطينية جعلهم يلغون الحفل المشار إليه تضامنا مع أهالينا في غزة.
28 يناير 2009
اضحكـــوا
أيها المسؤولـون الكرام ..!


منذ سنوات ظهر في بريطانيا كتاب باللغة الانجليزية تحت عنوان " السخري السياسية العربية " أراد من خلاله صاحبه أن يبين للغربيين أن العرب ضاحكون باسمون لاتعلو وجوههم الكآبة الا نادرا .. ولو قد لهذا الكاتب المقيم في بريطانيا أن يزور المغرب وتدعوه الضرورة ليلج احدى اداراتنا العمومية الموقرة لما أقدم على تأليف كتابه، ولخرج يشاطر الغرب رأيهم في أن العرب أمة عبس وقلق .. ذلك، أن بعض رجال السلطة ببلادنا - سامحهم اللـه - لايكاد يراهم المرء الا وهم مقطبو الجبين متجهمو الوجه، يلازمهم العبس أينما حلوا وارتحلوا .. الوجه العابس ترتعد منه الفرائص في نظرهم الثاقب .. !

مسؤولونا الأجلاء .. ليكن في علمكم الكريم أن البسمة دليل على رفعة الأخلاق وسموها وبرهان على الذكاء والثقة في النفس .. بل ان الابتسام و الضحك هو ما يميز الميت عن الحي، وهو كذلك أهم ما يميز الانسان عن الحيوان، فالانسان بطبعه حيوان ضاحك كما يقال ..! وعلاوة على ذلك فالضحك يعد العلاج الممتاز للبقاء في صحة جيدة،Le rire est un excellent remède pour rester en bonne forme


ولعلمكم انه منذ سنوات كشف الطب النفسي عن حقيقة تفيد أن الوجه الباسم لاتتحرك فيه الا عضلة واحدة، بينما تتحرك في الوجه العبوس 33 عضلة، ( والفاهم يفهم ) .
اضحكوا من قلوبكم أيها المسؤولون الأعزاء جزاكم اللـه خيرا، لأننا لانرضى لكم أن تحملوا وجوهكم ما لا تطيق .. ولاتجعلونا نتفادى اللقاء بكم وأنتم قلقون، واعلموا حفظكم اللـه أن ( هـم الدنيا غادي يبقى فيها ) اضحكوا تضحك الدنيا معكم..


18 يناير 2009
ان خربت غزة ..
فلا خير فينا ولا عزة ..!
                                                                   نشرت بتاريخ 11 يناير 2009