( الشطيح والرديح )
في سبيل كرسي مريح ..!صدق من قال عش رجبا ترى عجبا .. نعم فقد سبقنا شهر رجب لهذه السنة وعشنا ورأينا بأعيننا قبل حلوله بأسابيع قليلة، وفي واضحة النهار، السادة وزراء حكومتنا الموقرة الذين ألفنا رؤيتهم فقط على شاشات التلفزة، وظهور صورهم على أغلفة المجلات وعرضها على صدر صفحات الجرائد .. رأيناهم أحياء يرزقون ويتحركون بلحمهم وشحمهم بين أزقتنا وشوارعنا ( بدون بروتكول) غير خائفين من عواقب الحفر العميقة التي عمرت بهذه الشوارع منذ القديم، ولم تضايقهم أكوام الأزبال التي تضمن العيش الكريم للحشرات والجردان في أمن وأمان، مما يفسح لها المجال لتهجم على السكان من حين لآخر، وغير ذلك من سيئات سوء تدبيرهم للشأن الجماعي خلال الولايات السابقة التي كانوا أبطالها، وهم (الوزراء) ينشرون الابتسامات العريضة هنا وهناك، ويشرفون على توزيع منشوراتهم الانتخابية، التي يسعون من ورائها الوصول إلى كرسي الجماعة الذي يفوض لهم التحكم في أرزاق العباد، والاستيلاء على خيراتهم .. وبقراءة سريعة في برامجهم العديدة والمتشابهة والتي أكل الدهر عليها وشرب، يصاب المرء بالدوران ويخيل له أننا سنعيش بعد 12 يونيو بين أسوار المدينة الفاضلة ..! منشورات تحمل بين طياتها تنديدات بالخروقات التي يرى بعضهم أن خصومه اقترفوها، لكنهم في حقيقة الأمر ينسون أنهم جميعهم يقترفون الأكاذيب، ويتقنون اللعب على الحبل، ولم تخل منشوراتهم كذلك من وعود وإصلاحات كثيرة .. من بينها تكريس مكتسبات جديدة في مجال حقوق الإنسان .. إعطاء اهتمام بالغ للشأن العام .. تقريب المدرسة من التلاميذ وبخاصة التلميذات .. تدعيم تدخلات الجماعات في ميدان السكن الاجتماعي ومحاربة السكن الغير اللائق .. إعطاء الأمل للشباب وإقناعه بأن المغرب سيكون بعد يوم 12 يونيو أفضل من ما كان عليه من قبل، توفير مناصب شغل وجعل القطيعة بينه وبين البطالة القاتلة، المهم إن لائحة الكلام المعسول والشعارات التي تسيل لعاب المقهورين طويلة، ويضيق المجال لذكرها.
أجل .. نزل الوزراء الذين لايزالون متشبثين بأريكتهم الوثيرة في وزاراتهم .. نزلوا إلى الشارع العام .. نزلوا للتقرب من المواطنين والاختلاط بهم، وعاهدوا أنفسهم على أن يصبروا الصبر الجميل على كل ما يصدر عن المواطن المسحوق من كلام لايليق بمقام أصحاب المعالي، عملا بالمثل المغربي : (شد للكلب في ذيلو حتى تقطع الواد) والحقيقة أن لاأحد بمقدوره تجريدهم من حقهم الدستوري هذا، الذي يضمن لهم الكد والجد من أجل الحصول على أصوات تمكنهم من الوصول إلى مقاليد تدبير الشؤون الجماعية بالبلاد، ولكن حبذا لو طبقوا هذه الفكرة منذ بعيد، ونزلوا من أبراجهم العاجية وتعايشوا من سكان دوائرهم، وسهروا على إعداد وتأطير ناخبيهم تدريجيا، لأنه ماذا يجني المواطن الذي انقطع تواصله بمنتخبيه لمدة ست سنوات، عاش خلالها حالات متنوعة، ذاق فيها مرارة الظلم والجبروث والهوان والجوع، وهو يعلم مسبقا أن زواره من العيار الثقيل لاهم لهم اليوم إلا الجري وراء المصالح الذاتية، وقد سبق لهم أن أخلفوا وعدهم وتهربوا من تنفيذ وعودهم التي زرعوها من قبل يمنة ويسرة .. وماذا ينتظر هذا الشعب من الذين نعثوه بالساذج وبنعوث أخرى يندى لها الجبين، ماذا تنتظر نساء المغرب من وزيرة الصحة التي أهانت المرأة المغربية بالأمس القريب في مجرى حديثها على هامش تقديمها لاستراتيجيتها بكلية الطب بمدينة الدارالبيضاء، أمام عدد لايستهان به من الأطباء والمثقفين، لما اعتبرت النساء الحوامل كحيوانات، بحيث قالت بالحرف -في وقت يتم فيه رفع شعار التنمية البشرية وإدماج المرأة في التنمية وتحقيق كرامة المواطن- "حوامل المغرب يضعن مواليدهن كالحيوانات " مع أن اللـه سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وسنة نبيه صلى اللـه عليه وسلم، رفع شأن المرأة وأعزها بحقوقها وكرامتها في الإسلام، لأنها هي الأم والزوجة والابنة، وهي الصدر الحنون والإحساس المرهف، الذي نأوي إليه في ضيقنا وعسرنا ويسرنا بعد اللـه، ورغم هذه الزلة في حق نصف المجتمع، نرى أن السيدة بادو اليوم قد تناست ذلك، أو بمعنى آخر أرادت أن تجعل أبناء وبنات هذا الوطن يتناسونه لما (تواضعت مكرهة) وانخرطت خلال حملتها الانتخابية مع بعض مناصريها في رقصة بين ظهراني سكان أحد الكاريانات، سعيا منها كسب شفقتهم ومساندتها في حملتها من أجل الظفر بالفوز بكرسي الجماعة .. وماذا ينتظر أيضا أفراد هذا المجتمع الذين فرض وزير النقل والتجهيز كريم غلاب خلال زمن ليس بالبعيد عن يومنا هذا، فرض على كل من يتوفر على رخص
ة السياقة السراح المؤقت في انتظار دوره للزج به وراء القضبان، هذا الوزير الذي لازالت لعنة مدونة السير تلاحقه أين ما حل وارتحل، والذي لما ضاق ذرعا من لوم أهل جماعته (سباتة) الذين عاتبوه على ماتضمنه مشروع مدونته من بنود قاسية، أجابهم بأن مصير المدونة إلى زوال، ربما هذه كذبة بيضاء أريد بها تهدئة النفوس إلى ما بعد الاستحقاقات لتنفجر القنبلة من جديد، وتراه هو الآخر يحاول التقرب شيئا ما من الناس الشعبيين كما يقولون، حتى ذهبت به عبقريته إلى احتراف مهنة الخباز، إذ ظهر في صورة للذكرى وهو يطرح الخبز داخل فرن شعبي، وهكذا تجده يتعامل ب. خالف تعرف، لأن السيد غلاب لم يرد أن ينافس زميلته في الحكومة ورفيقته في الحزب ومنافسته على منصب عمدة المدينة في رقصها، فقد سبق له بدوره أن ( برد غدايدو في الشطيح في مهرجان ربيع سباتة ) ممهدا بذلك لحملته الانتخابية، هكذا يريد السادة الوزراء الذين يخوضون الحملة الانتخابية، وغيرهم من السياسيين المزعومين، الذين لايظهر لهم الأثر إلا يوم انطلاق الحملة ويغيبون عن الأنظار مباشرة بعد ظهور النتائج، ذر الرماد في الأعين، والضحك على ذقون المغاربة، ظنا منهم أن المواطنين لازالوا في دار غفلون كما عهدوا ذلك، على هؤلاء أن يفهموا أن هذا الشعب لم يعد كذلك، لأن الدهر لايبقي على شيء .. وأن كل شيء تغير، ولم تعد أبدا الحيل تنطلي على أبناء هذا البلد، لأنهم مروا بمراحل متواصلة من التطور، وأحرزوا تقدما جعلهم قادرون على تكوين مفاهيمهم الخاصة، التي يستطيعون بها التمييز بين الصالح والطالح، واختيار الوجه الذي بمقدوره القيام بالواجب، وهذه هي المناسَبةُ المناسِبةُ للتوجه إلى جميع الذين يبحثون عن أصوات لأهمس في آذانهم، بأن الذين يملكون هذه الأصوات .. لم تعد عقول بعضهم شبه معطلة كما في السابق، بل استعادت مقدرتها على الاستيعاب والفهم والإدراك.
وأقول .. ولما أقول، أقول إني لاأنصب نفسي مدافعا عن الآخرين، وإنما لأني فرد من هذا الشعب، يسري علي ما يسري على كل منتم اليه، وبحكم حبي وغيرتي على وطني، أعود للقول .. لو اتصف وزراؤنا الحالمون بكراسي الجماعات، علاوة على كراسيهم الوثيرة في الوزارات، ونوابنا في قبة البرلمان الذين لاينوبون إلا عن بعضهم البعض في قضاء أغراضهم الشخصية، لو اتصف هؤلاء جميعهم بتواضع جم طوال ولايتهم السابقة في جماعاتهم، لما احتاجوا اليوم إلى أن يستنفذوا جهدهم الكثير، ومن وقتهم أيضا أكثر-على حساب مصالح المواطنين- في الخروج إلى الشارع العام، واللهث بين الدروب تحت رحمة الشمس الحارقة، واستجداء واعد بإعطاء صوته يوم الاقتراع .. وفي حقيقة الأمر، لو نفذ إخواننا ما وعدوا به سابقا لوجدوا قوافل الناخبين مهرولة لاهداء الأصوات دون بذل أي جهد، ولكن التصرف الذي دأبوا عليه، والموقف المتمرد الذي وقفوه خلال ما مضى من أيام العز و (...) أعطى الحق للمواطنين أن ينزعوا الثقة التي أظهرت الأيام أنها وضعت في غير مكانها، لأن التجربة علمتهم أن المؤمن لايلذغ من الجحر مرتين.
هذه فقط كانت بعض الملاحظات والحقائق الثابتة التي جادت بها قريحتي، مساهمة مني في قراءة الحملة الانتخابية الجماعية لثاني عشر يونيو، ويبقى غيب النتائج عند اللـه الذي عنده علم الساعة.
09 يونيو 2009
أجل .. نزل الوزراء الذين لايزالون متشبثين بأريكتهم الوثيرة في وزاراتهم .. نزلوا إلى الشارع العام .. نزلوا للتقرب من المواطنين والاختلاط بهم، وعاهدوا أنفسهم على أن يصبروا الصبر الجميل على كل ما يصدر عن المواطن المسحوق من كلام لايليق بمقام أصحاب المعالي، عملا بالمثل المغربي : (شد للكلب في ذيلو حتى تقطع الواد) والحقيقة أن لاأحد بمقدوره تجريدهم من حقهم الدستوري هذا، الذي يضمن لهم الكد والجد من أجل الحصول على أصوات تمكنهم من الوصول إلى مقاليد تدبير الشؤون الجماعية بالبلاد، ولكن حبذا لو طبقوا هذه الفكرة منذ بعيد، ونزلوا من أبراجهم العاجية وتعايشوا من سكان دوائرهم، وسهروا على إعداد وتأطير ناخبيهم تدريجيا، لأنه ماذا يجني المواطن الذي انقطع تواصله بمنتخبيه لمدة ست سنوات، عاش خلالها حالات متنوعة، ذاق فيها مرارة الظلم والجبروث والهوان والجوع، وهو يعلم مسبقا أن زواره من العيار الثقيل لاهم لهم اليوم إلا الجري وراء المصالح الذاتية، وقد سبق لهم أن أخلفوا وعدهم وتهربوا من تنفيذ وعودهم التي زرعوها من قبل يمنة ويسرة .. وماذا ينتظر هذا الشعب من الذين نعثوه بالساذج وبنعوث أخرى يندى لها الجبين، ماذا تنتظر نساء المغرب من وزيرة الصحة التي أهانت المرأة المغربية بالأمس القريب في مجرى حديثها على هامش تقديمها لاستراتيجيتها بكلية الطب بمدينة الدارالبيضاء، أمام عدد لايستهان به من الأطباء والمثقفين، لما اعتبرت النساء الحوامل كحيوانات، بحيث قالت بالحرف -في وقت يتم فيه رفع شعار التنمية البشرية وإدماج المرأة في التنمية وتحقيق كرامة المواطن- "حوامل المغرب يضعن مواليدهن كالحيوانات " مع أن اللـه سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وسنة نبيه صلى اللـه عليه وسلم، رفع شأن المرأة وأعزها بحقوقها وكرامتها في الإسلام، لأنها هي الأم والزوجة والابنة، وهي الصدر الحنون والإحساس المرهف، الذي نأوي إليه في ضيقنا وعسرنا ويسرنا بعد اللـه، ورغم هذه الزلة في حق نصف المجتمع، نرى أن السيدة بادو اليوم قد تناست ذلك، أو بمعنى آخر أرادت أن تجعل أبناء وبنات هذا الوطن يتناسونه لما (تواضعت مكرهة) وانخرطت خلال حملتها الانتخابية مع بعض مناصريها في رقصة بين ظهراني سكان أحد الكاريانات، سعيا منها كسب شفقتهم ومساندتها في حملتها من أجل الظفر بالفوز بكرسي الجماعة .. وماذا ينتظر أيضا أفراد هذا المجتمع الذين فرض وزير النقل والتجهيز كريم غلاب خلال زمن ليس بالبعيد عن يومنا هذا، فرض على كل من يتوفر على رخص

وأقول .. ولما أقول، أقول إني لاأنصب نفسي مدافعا عن الآخرين، وإنما لأني فرد من هذا الشعب، يسري علي ما يسري على كل منتم اليه، وبحكم حبي وغيرتي على وطني، أعود للقول .. لو اتصف وزراؤنا الحالمون بكراسي الجماعات، علاوة على كراسيهم الوثيرة في الوزارات، ونوابنا في قبة البرلمان الذين لاينوبون إلا عن بعضهم البعض في قضاء أغراضهم الشخصية، لو اتصف هؤلاء جميعهم بتواضع جم طوال ولايتهم السابقة في جماعاتهم، لما احتاجوا اليوم إلى أن يستنفذوا جهدهم الكثير، ومن وقتهم أيضا أكثر-على حساب مصالح المواطنين- في الخروج إلى الشارع العام، واللهث بين الدروب تحت رحمة الشمس الحارقة، واستجداء واعد بإعطاء صوته يوم الاقتراع .. وفي حقيقة الأمر، لو نفذ إخواننا ما وعدوا به سابقا لوجدوا قوافل الناخبين مهرولة لاهداء الأصوات دون بذل أي جهد، ولكن التصرف الذي دأبوا عليه، والموقف المتمرد الذي وقفوه خلال ما مضى من أيام العز و (...) أعطى الحق للمواطنين أن ينزعوا الثقة التي أظهرت الأيام أنها وضعت في غير مكانها، لأن التجربة علمتهم أن المؤمن لايلذغ من الجحر مرتين.
هذه فقط كانت بعض الملاحظات والحقائق الثابتة التي جادت بها قريحتي، مساهمة مني في قراءة الحملة الانتخابية الجماعية لثاني عشر يونيو، ويبقى غيب النتائج عند اللـه الذي عنده علم الساعة.
09 يونيو 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق