الاثنين، 8 نوفمبر 2010

  
لك اللـه ياعـلم بلادي                          
على اثر التحدي السافر الذي أقدم عليه راقص مجموعة عبيدات الرمى ليلة 17 يوليوز الجاري، خلال فقرة من فقرات برنامج " لالاهم لعروسة " قلت، لكل القوانين والأعراف، وحتى للنقد الذي كنت قد تقدمت به تحت عنوان " الراية المغربية رمز لبلاد ماشي حزام لَشْطيحْ " بعد السهرة التي أمطرتنا بها القناة الأولى ليلة السبت 14 فبراير المنصرم، في إطار برنامج نغمواتاي، بحيث لم يرق لي الفعل المشين اللاأخلاقي الذي قام به الراقص المعني، الذي اتخذ العلم الوطني وسيلة للرقص، دون أن تحمر وجنتاه من الخجل، وهو يشد الراية المغربية إلى خصره مؤديا رقصة نسائية، في غياب أي ناه عن المنكر المرتكب في حق مشاعر المغاربة، أجل .. غير صاحبنا فكرته وطورها، متحد كل شيء .. مع ما صاحب ذلك من اهانة صارخة، وتهكم مريرعلى رمز البلاد، الذي ذهبت آلاف الأرواح فداء له ودفاعا عنه .. ومن أجله ضحى المواطنون المغاربة الأحرار في الماضي بالغالي والرخيص، حيث كان ومازال من الرموز التي لايمكن أن تمس بسوء أو تدنس.ولاشك أن المواطنين المغاربة جميعهم، يدركون أنه من أجل أن ترفرف هذه الراية على أرض وطن مستقل، ينعم بالاستقرار، فقد أدى الآباء والأجداد الثمن غاليا، وقد كلفهم ذلك أرواحهم التي استرخصوها، وبذلوها في سبيل إعلاء كلمة اللـه .. ورؤية العلم يرفرف خفاقا، ولم يكونوا في يوم من الأيام ينظرون إليه كأنه مجرد "خرقة قماش"، بل كان له في ضمائرهم حيزا كبيرا من التعظيم، وأنه أداة قوية لاستنهاض همم المغاربة للحفاظ على كرامة الوطن ووحدته الترابية .. وأن الأهمية التي كانوا يولونها له كانت فوق كل تصور. وعودة إلى راقص مجموعة عبيدات الرمى المذكور، فانه كما سبق وأشرت تفتقت عبقريته، وجادت قريحته واتخذ هذه المرة من العلم الوطني كسوة له على شكل: ( سلهام ) حيث مارس به الرقص، وهذا ما اضطرني من جديد إلى الخوض في هذا الموضوع، لدق الناقوس مرة أخرى قصد إثارة انتباه الجهات المعنية التي يهان رمز الوطن أمام أعينها دون اتخاذ أي موقف من جهتها، لست مغربيا أكثر من المغاربة، ولكنني أرى بعين الغيور على علم بلاده، وأعمل بما يقتضيه الضمير الإنساني والواجب الوطني، لما وجدت أن رمز هذا الوطن أصبح مهملا، وفاقدا لأهميته وعمقه الروحي على أيدي بعض مرضى النفوس، الذين يجهلون المراحل الصعبة التي مر منها ليصل إلى وقتنا هذا، وأنا الذي ألفت أن أرى علمنا يرفرف خفاقا في المحافل الدولية، خلال التظاهرات الرياضية، افتخارا بانتصار رياضيينا، يحز في نفسي اليوم أن يصبح علم بلادي الذي هو جزء لايتجزأ من رموز هذا الوطن الخالدة، وسيلة يستعين بها المهرجون والراقصات والراقصون على الرقص وتحريك المؤخرات، على مرأى ومسمع الذين بيدهم زمام الأمور، دون أن يحرك أي منهم ساكنا، هل هان على هؤلاء ما بذله الجيل السالف من أجل أن يبقى العلم المغربي، علما يرمز للكيان وللانتماء .. يرمز للوحدة وللفداء، مع العلم أننا لسنا .. ولن نكون أقل من جيراننا، حبا وغيرة على علم المغرب، فلماذا ياترى لا نرفع من شأن رمزنا الوطنى انتماء له وتبجيلا.

للتذكير .. لما بادرت بالكتابة في هذا الباب، خطرت ببالي انتفاضة كانت مسرحا لها أرض الجارة الجزائر، وأردت أن تكون لنا نحن المغاربة درسا ننهل منه المعاني .. حيث أفادت مصادر من " منظمة أبناء الشهداء ومنظمة أبناء المجاهدين" هناك، بأن أعضاء منهما قرروا رفع شكوى لدى القضاء ضد قيادة حزب (التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية)، بتهمة إهانة رمز من رموز الدولة، ويتعلق الأمر بجدل سياسي حاد أثاره نزع العلم الوطني من مقرالحزب بالعاصمة، فأين نحن من هذه الوطنية، وهذه الغيرة ياناس ..؟! أرى أننا أحوج ما نكون لهذه الغيرة، وهذا التقديس لعلمنا، الذي كان ولازال آباؤنا الأشراف إذا رأوه خارج المغرب تخفق قلوبهم وتدمع أعينهم شوقا له.
وفي الختام أتساءل لماذا لم يفعل القانون رقم 17.05، المتعلق بزجر اهانة علم المملكة ورموزها، والذي حدد العقوبات الزجرية التي توقع في هذه الحالة، أو في حالة محاولة ارتكاب هذه الإهانة، وتشمل هذه العقوبات غرامات مالية تتراوح قيمتها ما بين 10.000 و100.000 درهم، وعقوبات حبسية تتراوح مدتها ما بين سنة، وخمس سنوات، مع إمكانية الحكم على الفاعلين بالحرمان من ممارسة واحد أو أكثر من الحقوق الواردة في الفصل 40 من القانون الجنائي، وذلك لمدة قد تصل إلى عشر سنوات، وأيضا الحكم عليهم بالمنع من الإقامة لمدة تتراوح بين سنتين وعشر سنوات، وتوقع غرامات مالية تتراوح قيمتها ما بين 20.000 درهم و200.000 درهم، وعقوبات حبسية من ثلاثة أشهر إلى سنة في حق كل من أشاد بإهانة علم المملكة أو رموزها، أو حث على ارتكاب تلك الأفعال بواسطة الخطب، أو الصياح، أو غيرها من الوسائل المشار إليها في المادة الثالثة من هذا القانون.
بتساؤلي هذا، لاأرمي إلى طلب العقوبات لأي كان، ولكن أناشد السلطات المختصة بإرغام الجميع على احترام العلم الوطني، حتى لاتتفشى هذه الظاهرة في المجتمع، التي أصبحت حقا تتكرر في عدة سهرات ماجنة من طرف بعض الذين يحسبون على الميدان الفني ( ظلما وعدوانا ).
19 يوليوز 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق