الاثنين، 8 نوفمبر 2010

لا .. يا صاحب  " رصيف القيامة "     التعري انتقال من الآدمية الى البهيمية ..
             وليس جرأة فنية ..!

كنت قد اكتفيت سابقا، بمقال متواضع فيما يخص الفعل المشين، الذي أقدمت عليه لطيفة أحرار مؤخرا، بقاعة دار الثقافة بمدينة مراكش، حيث بكل جرأة، بل بكل - قلة حياء – وكل استخفاف بالجمهور، تجردت من ملابسها فوق خشبة المسرح، حتى أصبحت أمام أنظار المتفرجين في وضع لاتقبله العين المغربية، بل الإسلامية .. قلت كنت سأكتفي بما أوردته في مقالي الذي اتخذت له كعنوان : " السلوك اللاحضاري الذي أصبحت تعرفه ساحتنا الفنية، يتنافى وديننا الحنيف "  أسوة ببعض الزملاء، الذين ساهم كل واحد من جهته، ولكن ما دفعني إلى العودة ثانية إلى هذا  الموضوع، هو دفاع بعضهم عن الممثلة المذكورة، والإشارة إلى أن ما قامت به يعد فنا، وأن أحدهم نعث  الذين انتقدوها ب. نباحين، انه السيد المختار لغزيوي، الذي ذهب إلى تصفية حساباته مع جهات معينة، لما أتيحت له الفرصة الذهبية، مثمنا عمل لطيفته لحاجة في نفسه، بينما أصدر حكما على الذين اختلفوا معها بالجهل والرداءة، وأشياء أخرى من هذا القبيل، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل جاء في الصف الثاني من قال لنا، جرأة العرض فنية بالأساس، انه صاحب المجموعة الشعرية " رصيف القيامة " التي اشتغلت عليها الممثلة المشار إليها أعلاه، وأخبرنا مشكورا، الأديب ياسين عدنان، بأن لطيفة أحرار لها إيمان قوي بأهمية حضور الجسد على الخشبة ! ( أقول له نعم .. لاأحد  يجادل في هذا، ولكن شرط  أن لايكون ذلك على حساب الأخلاق، وإفساد الذوق العام )، وقد أشفق عليها المسكين من قسوة الاتهامات التي وجهت إليها من بعض الغيورين عن ديننا الحنيف
وفي عزهذه
الفوضى الفنية، التي تقوم بها ممثلات مغربيات، أجدني مضطرا لطرح سؤال فرض نفسه في هذا الوضع،  وهو أين دورالنقابة الوطنية لمحترفي المسرح بالمغرب، التي من واجبها حث العاملين في الحقل الذي تناضل فيه على احترام المتفرج المغربي، والعمل على تقديم أعمال تليق بمقامه، ولا تسيء إلى الذوق العام، وتراقب في نفس الوقت الذين تسول لهم أنفسهم  الضحك على الذقون، أوالذين يهوون سلك طريقة ( كور واعطي للعور). 
في
الحقيقة هذه فوضى .. وان من يساهم فيها بقدر وافر، هم أولائك المتطفلين والانتهازيين، ومقتنصي الفرص لتأسيس الثروات المادية الخاصة على حساب قيم الفن، وهم في الأصل، لاوجود في منطقهم  ولا حساب في اعتباراتهم للفن الصحيح، الذي يؤسس للحضارة، ويشيد بوجود الإنسان، وفي غياب التأطير القانوني والفاعل الذي تعاني منه الساحة الفنية بوجه عام ببلادنا، نجد أن بعضهم  يتمادى في محو آثار حضارة هذا البلد، والوصول إلى مبتغاه بأسهل الطرق، في ظل اكتفاء الجهات المسؤولة عن القطاع ( وزارة الثقافة ) بالتفرج من بعيد على المهازل التي تقع في الساحة باسم الفن، وهذا ما يفسح المجال للاهثين وراء الأرباح السريعة، لاقتناص الفرص المواتية  لكي يعمدوا إلى تذمير أذواق أهل البلد .. وإفساد أخلاق شبابه الذي يعول عليه مستقبلا، وذلك من خلال ما يقدمونه من أعمال أقل ما يقال عنها أنها تخدش الحياء، ولا ترقى إلى المستوى المطلوب، أو بمعنى صحيح  .. أعمال سوقية، لامحالة ستدخلهم إلى مزبلة التاريخ.
وما زاد الطين بلة، أنها (لطيفة) أشارت في تصريحها عقب قيامها بفعلها
الذي استاء منه الكثيرون، لإحدى الجرائد، بانها قدمت عرضا قريبا من الجمهور، أي قرب هذا الذي يفتقد فيه الحياء، الذي هو من صفات الإيمان، والذي يصد صاحبه عن كل قبيح، والذي هو أيضا خلق من مكارم الأخلاق، ويدفع المرء إلى مراقبة اللـه عز وجل ..؟ ورحم اللـه امرأة كانت فقدت طفلها، فوقفت على قوم تسألهم عن طفلها، فقال أحدهم: " تسأل عن ولدها وهي تغطي وجهها" فسمعته فقالت له : ( لأن أرزأ في ولدي، خير من أن أرزأ في حيائي، أيها الرجل ) سبحان اللـه .. أين لطيفة أحرار وغيرها من بعض ممثلات  هذا العصرمن هذه المرأة ..؟!
وان من يرى أويسمع عن هؤلاء، يدافعون عن ما قدمته أحرار
من " مسخ " - هذا المسخ الذي لم يشهد مثله قط المسرح المغربي -، يصطدم بحقيقة مرة،  ويخيل له أن أبناء هذا الوطن الأحرار فعلا، قد قرأت على أرواحهم الفاتحة، حتى تتجرأ ممثلة على التعري أمام الملأ، وفي قاعة تحمل اسم " قاعة الثقافة " وفي مدينة يوسف ابن تاشفين، (ياحسرة ..!)  ولكن .. وبكل أسف، وحسب ما يلاحظ، فهذا شيء مقصود، وذلك لسببين أولهما: القضاء على من لايزال يصارع من أجل ازدهار ا لوسط  الفني ببلادنا، وأما ثانيهما، وهذا هو مربط الفرس، فهو إعطاء الضوء الأخضر لأعداء الفن، لتمرير سلعهم الفاسدة، التي يطمحون من ورا ئها  إلى تكديس الثروات على حساب قيمنا وأخلاقنا.
فمتى إذن يستيقظ الذين بيدهم زمام الأمور، ليتداركوا السفينة قبل
وصولها إلى الدرك الأسفل ..؟ ومتى ينتفض أهل المسرح، ويعلنون جهارا براءتهم من الممثلات السافلات ..؟.
24 اكتوبر 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق