
الكل يعلم أن ظاهرة " مكي الصخيرات " تزامنت مع حلول الانتخابات التشريعية لسنة 2007، و الكل يعلم أيضا ما كان يلف ذلك من أكاذيب وحيل، وزرع الفتنة وضلال العباد عن السبل الناجعة لطلب العلاج، وكل ذلك من أجل أكل أموال الناس بالباطل .. ولعل الجميع كذلك يعلم أن العديد من الجرائد قد صفقت لذلك، وزرعت الكثير من الخرافات في عقول المواطنين المغاربة .. ليس الأميين فقط،، بل حتى الفئات الاجتماعية المثقفة منهم، وشجعتهم بدورها على التهافت على ( صاحب الخوارق ) الذي وجد التربة الخصبة لزرع خرافاته، والذي صنعت منه بعض الجهات وليا صالحا يحمل بين أصابعه الشفاء السحري، بحيث أصبح كل من سيطر عليه يأس المرض، وأنهكته كل أنواع الأدوية الكيماوية الموصوفة من لدن الأطباء بغلاء أثمانها، يتوجه وهو يحمل معه - وهذا شرط مؤكد - قالب سكر وقنينة ماء صوب الصخيرات، طالبا بركة شريفها الذي جعلت الإشاعات من يده اليسرى البلسم الشافي لكل الأمراض المتفشية في الدنيا.
وقد أعطيت في حينه ( للمكي المعجزة ) رغم أن عصر المعجزات قد ولى، هالة كبيرة من طرف الصحافة التي فتحت له صدرها، بحيث وضعت صفحات العديد من المنابر رهن إشارته لتمرير تصريحاته التي يزكي من خلالها قدراته العلاجية، ويبرهن على تحديه لكل من ينتقده، من العامة، وحتى من الأطباء الذين استنكروا كثيرا تلك الخرافات، - وبحق يعد هذا العمل جريمة ضد الدين والعقل، وضد العلم والمجتمع - وكما أعطيت هالة كذلك من طرف بعض الساسة وبعض الشخصيات النافذة في البلاد، الذين بسلوكاتهم هذه يصرون على أن يتخلف مجتمعنا عن ركب الحضارة الإنسانية، وذلك باستمرار تهافتهم عليه أينما حل وارتحل، والحلم بأخذ صور تذكارية بمعية صاحب اليد المعجزة رفقة زوجاتهم وذويهم، ولم تثن أنباء الشابة التي وافتها المنية مباشرة بعد عودتها من الصخيرات، حيث كانت في زيارة استشفائية عند صاحب (الكرامات)، قلت لم تثن الراغبين في الشفاء عن التوجه إلى الصخيرات فرادى وزرافات، وتراهم يخرون سجدا ( للرجل) - وهذه من الحقائق التي باتت واضحة للعيان - أملا في إيجاد علاج ناجع لأمراضهم، ولم يعودوا إلى جادة الصواب، ولم يتأملوا في المثل الذي مفاده " فاقد الشيء لايعطيه " الذي ينطبق على صاحب المعجزات الخرافية، موضوع مقالي هذا، مع العلم أن الأخير لايحفظ ولو جزء يسير من القرآن الكريم الذي قال فيه رب العزة والجلال: " وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ" وفي نفس الوقت لايتوفر على أي معلومات في الدين تساعده على أداء مهمته التي ابتكرها لحاجة في نفسه، وأفتح هنا قوسا لأتساءل: كيف له أن يقوى على علاج مجموعة من الأمراض، وخاصة تلك التي عجز الطب الحديث عن علاجها، فقط باللمس..؟!
ومعلوم أن الضجة الإعلامية الخاصة ب. مكي " اللمسات" ، واكبت واستمرت طوال حملة الانتخابات التشريعية، والغريب في الأمر أنه بعيدها بقليل ( الانتخابات ) أفل نجم صاحب البركات وانقطع صيته، وفجأة تناست أذهان الناس حكاياته، ولم تعد تسير بذكره الركبان كما سبق، وخلى المكان الذي ألف تجمهر آلاف المرضى، ولم تعد الطريق تعرف وجود الطوابير الطويلة من السيارات الفارهة التي ينتظر أصحابها أدوارهم بفارغ الصبرللتملي بطلعة صاحب الشفاء الذي يصعب تصديقه، والتبرك منه، والعودة إلى مدنهم وقراهم بأجسام سليمة، تاركين أمراضهم تسري في جسد " أبا المكي " كما كان يحلو لبعضهم تسميته، وكما كان المعني بالأمر يوهمهم، كقوله: " في المرة الأولى لما أسلم على المريض أسرب الطاقة من جسدي إليه، وفي المرة الثانية آخذ منه مرضه وألمه لأسربهما في جسمي" شيء لايستوعبه العقل البشري ..!
أعترف أن الموضوع كبير وشائك، ولكن لامانع من أن أدلي بدلوي، لأقف على ظاهرة المكي الترابي التي انتهت كما لاحت في الأفق في زمن قياسي، لأنه عندما بدأت تظهر بوادر الانتخابات الجماعية، وأعلن عن موعد إجرائها ( 12 يونيو 2009 ) بدأت أخبار مكي الصخيرات تعود إلى الواجهة، وقد طالعنا موقع "يوتوب" مؤخرا ببث شريط، بطله مكي الخرافات وهو منهمك في علاج مرضى في دولة كرواتيا، وفي تصريح له مع القناة صاحبة الشريط، ادعى صاحبنا أنه يعطي العلاج بالمجان، وبمقدوره القضاء على جميع العلل .. وفاته المسكين أن يتذكر أن خدماته الواهية التي كان يقدمها بالمغرب، كان يتقاضى مقابلها مبلغا يفوق 130 مليون سنتيم شهريا، وذلك طبعا من ما كانت تدره عليه إعادة بيع قوالب السكرالمهداة له من طرف من استغفلهم، وللتذكير شخصيا لاأستغرب لذهابه إلى كرواتيا بقدر ما أنا أسغرب التوقيت الذي يتم فيه هذا الترويج، كما أجدني متخوفا من ما ستسفر عنه هذه العودة الغير متوقعة.
وأختم مقالي هذا بالسؤال المحير والذي لامفر منه اليوم والذي هو: من أين يستمد بائع أوهام الشفاء سلطة الضحك على عقول المواطنين المغلوبين على أمرهم، وما الغرض من جعل ظاهرته تطفو من جديد على السطح، وبالضبط في هذا الوقت الذي يتأهب فيه المغرب لخوض غمار الانتخابات الجماعية ؟ ولمصلحة من تتم إعادة إطلاق البالونات قصد الهاء المغاربة، وشغلهم بالعلاج الذي لاترجى منه أي فائدة، بدل التفكير في اختيار المرشح الصالح الخدوم؟ وأخشى ما أخشاه هو أن يكون هذا الظهور الجديد ل. "مكي الصخيرات" مبرمج وينتظر من ورائه مبرمجوه النفع الخاص، وهذه فقط وجهة نظري المتواضعة، ولا ضير أن تختلف معها وجهات نظر أخرى .
29 مارس 2009
وقد أعطيت في حينه ( للمكي المعجزة ) رغم أن عصر المعجزات قد ولى، هالة كبيرة من طرف الصحافة التي فتحت له صدرها، بحيث وضعت صفحات العديد من المنابر رهن إشارته لتمرير تصريحاته التي يزكي من خلالها قدراته العلاجية، ويبرهن على تحديه لكل من ينتقده، من العامة، وحتى من الأطباء الذين استنكروا كثيرا تلك الخرافات، - وبحق يعد هذا العمل جريمة ضد الدين والعقل، وضد العلم والمجتمع - وكما أعطيت هالة كذلك من طرف بعض الساسة وبعض الشخصيات النافذة في البلاد، الذين بسلوكاتهم هذه يصرون على أن يتخلف مجتمعنا عن ركب الحضارة الإنسانية، وذلك باستمرار تهافتهم عليه أينما حل وارتحل، والحلم بأخذ صور تذكارية بمعية صاحب اليد المعجزة رفقة زوجاتهم وذويهم، ولم تثن أنباء الشابة التي وافتها المنية مباشرة بعد عودتها من الصخيرات، حيث كانت في زيارة استشفائية عند صاحب (الكرامات)، قلت لم تثن الراغبين في الشفاء عن التوجه إلى الصخيرات فرادى وزرافات، وتراهم يخرون سجدا ( للرجل) - وهذه من الحقائق التي باتت واضحة للعيان - أملا في إيجاد علاج ناجع لأمراضهم، ولم يعودوا إلى جادة الصواب، ولم يتأملوا في المثل الذي مفاده " فاقد الشيء لايعطيه " الذي ينطبق على صاحب المعجزات الخرافية، موضوع مقالي هذا، مع العلم أن الأخير لايحفظ ولو جزء يسير من القرآن الكريم الذي قال فيه رب العزة والجلال: " وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ" وفي نفس الوقت لايتوفر على أي معلومات في الدين تساعده على أداء مهمته التي ابتكرها لحاجة في نفسه، وأفتح هنا قوسا لأتساءل: كيف له أن يقوى على علاج مجموعة من الأمراض، وخاصة تلك التي عجز الطب الحديث عن علاجها، فقط باللمس..؟!
ومعلوم أن الضجة الإعلامية الخاصة ب. مكي " اللمسات" ، واكبت واستمرت طوال حملة الانتخابات التشريعية، والغريب في الأمر أنه بعيدها بقليل ( الانتخابات ) أفل نجم صاحب البركات وانقطع صيته، وفجأة تناست أذهان الناس حكاياته، ولم تعد تسير بذكره الركبان كما سبق، وخلى المكان الذي ألف تجمهر آلاف المرضى، ولم تعد الطريق تعرف وجود الطوابير الطويلة من السيارات الفارهة التي ينتظر أصحابها أدوارهم بفارغ الصبرللتملي بطلعة صاحب الشفاء الذي يصعب تصديقه، والتبرك منه، والعودة إلى مدنهم وقراهم بأجسام سليمة، تاركين أمراضهم تسري في جسد " أبا المكي " كما كان يحلو لبعضهم تسميته، وكما كان المعني بالأمر يوهمهم، كقوله: " في المرة الأولى لما أسلم على المريض أسرب الطاقة من جسدي إليه، وفي المرة الثانية آخذ منه مرضه وألمه لأسربهما في جسمي" شيء لايستوعبه العقل البشري ..!
أعترف أن الموضوع كبير وشائك، ولكن لامانع من أن أدلي بدلوي، لأقف على ظاهرة المكي الترابي التي انتهت كما لاحت في الأفق في زمن قياسي، لأنه عندما بدأت تظهر بوادر الانتخابات الجماعية، وأعلن عن موعد إجرائها ( 12 يونيو 2009 ) بدأت أخبار مكي الصخيرات تعود إلى الواجهة، وقد طالعنا موقع "يوتوب" مؤخرا ببث شريط، بطله مكي الخرافات وهو منهمك في علاج مرضى في دولة كرواتيا، وفي تصريح له مع القناة صاحبة الشريط، ادعى صاحبنا أنه يعطي العلاج بالمجان، وبمقدوره القضاء على جميع العلل .. وفاته المسكين أن يتذكر أن خدماته الواهية التي كان يقدمها بالمغرب، كان يتقاضى مقابلها مبلغا يفوق 130 مليون سنتيم شهريا، وذلك طبعا من ما كانت تدره عليه إعادة بيع قوالب السكرالمهداة له من طرف من استغفلهم، وللتذكير شخصيا لاأستغرب لذهابه إلى كرواتيا بقدر ما أنا أسغرب التوقيت الذي يتم فيه هذا الترويج، كما أجدني متخوفا من ما ستسفر عنه هذه العودة الغير متوقعة.
وأختم مقالي هذا بالسؤال المحير والذي لامفر منه اليوم والذي هو: من أين يستمد بائع أوهام الشفاء سلطة الضحك على عقول المواطنين المغلوبين على أمرهم، وما الغرض من جعل ظاهرته تطفو من جديد على السطح، وبالضبط في هذا الوقت الذي يتأهب فيه المغرب لخوض غمار الانتخابات الجماعية ؟ ولمصلحة من تتم إعادة إطلاق البالونات قصد الهاء المغاربة، وشغلهم بالعلاج الذي لاترجى منه أي فائدة، بدل التفكير في اختيار المرشح الصالح الخدوم؟ وأخشى ما أخشاه هو أن يكون هذا الظهور الجديد ل. "مكي الصخيرات" مبرمج وينتظر من ورائه مبرمجوه النفع الخاص، وهذه فقط وجهة نظري المتواضعة، ولا ضير أن تختلف معها وجهات نظر أخرى .
29 مارس 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق