الثلاثاء، 1 مايو 2012


وانتهى كل شيء...! 

 

لقد انتصر الحق وزهق الباطل الذي كان دائما زهوقا.. خلال جلسة الأربعاء 12 مارس الجاري، حيث سطر قضاء بلادنا أعظم الصفحات الناصعة البياض في تاريخ العدالة المغربية تجاه الصحافة المستقلة، في الحقيقة تحمل رجال القضاء المغربي النزهاء مسؤوليتهم، وقالوا الكلمة العادلة دون تحيز ولا محاباة في قضية مدير يومية "المساء" الزميل رشيد نيني، وذلك لما رفضت المحكمة رفضا باتا الشكاية التي كان قد رفعها نقيب هيئة المحامين ببني ملال، نيابة عن القائد الجهوي للدرك الملكي بذات المدينة ضد جريدة المساء، وتسنى للصحافة المستقلة الهادفة الخروج أقوى بكثير مما كانت عليه قبل الحكم .. وكان القضاء النزيه عند حسن ظننا لما وقف إلى جانب الحق .. والى جانب من يذوذون عن الوطن بكل ما يملكون، وللتذكير فالثقة في عدالة قضائنا بالمغرب لم تكن أبدا محل تعليق أو نقاش.
وعليه .. فقد جاء الانتصار التاريخي في قضية كان الآخرون يريدون من خلالها تكميم الأفواه، وإخراس صوت الصحافة المستقلة، ولكن النطق بالحكم كان بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس، وأكدت أن صوت الحق مازال عاليا في هذا البلد، وبرهن للمراهنين على سقوطه أنهم يعدون من الأغبياء الذين لاقيمة ولاوزن لهم. ""
وبكل فخر واعتزاز، أستطيع أن أقول: لقد انتهى كل شيء بالنسبة للمتوهمين، الذين صفعهم الواقع وفاجأهم العدل الذي هو أساس الملك، ولقنهم درسا جديدا في المفهوم الجديد للسلطة الذي أراد ترسيخه قائد البلاد جلالة الملك محمد السادس .
وبعد صدور الحكم لصالح الصحافة، سرعان ما ساد الهرج والتوترالشديد والارتباك جحافل الشامتين الذين تقلق راحتهم الصحافة المستقلة التي خرجت من أبواب المحكمة منصبة في شموخ النخل مرفوعة الرأس .. الصحافة التي تدافع عن أمجاد ألأمة، والتي تقاوم الفساد بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ، وتدعو إلى التغيير.. وتسعى دائما إلى كشف الحقائق بالبراهين الدامغة.
وللعلم فقد تعودنا نحن معشر الصحافيين أن نتلقى من حين لآخر بعض الصفعات التي يريدون بها موجهوها إلينا ثنينا عن سبر أغوار عوالم فضائحهم، وفتح ملفات الفساد المستشري في هذا المجتمع الذين هم من أبطاله، ولكن من الطبيعي - بالنسبة للإنسان السوي- أن يتقبل الشوك حبا في الورد، وهكذا تجدنا نتقبل كل ما يصنع لنا خصيصا للنيل منا ظلما وعدوانا، وذلك في سبيل إطلاق صوتنا مذويا من أجل فضح كل فعل يستحق الفضح، وهذه بكل بساطة تعد ضريبة مواقفنا الشجاعة ندفعها طائعين كما دفعها أسلافنا، وهذا أيضا انطلاقا من قناعتنا بأهمية الإعلام التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، ورغبة منا بالإسهام في خدمة قضايانا الوطنية، والتزاما بمشاركة المواطن المغربي في حمل همومه، ووضع حد للضالعين في علم طمس وتشويه الحقائق الذين يسيؤون - بتحاملهم على خدام مهنة المتاعب – لحرية التعبير.
و انتهى كل شييء ...!

16/032008