الاثنين، 8 نوفمبر 2010

ما سر هذا التراجع في أقوالك
(ياسيادة المدير)  ..؟!


لا أعرف من أين أبدا مقالي هذا، وأين انتهي، لأن الموضوع يحمل بين طياته الكثير .. والكثير، ولكن دون أن أطيل على القراء، سأدخل مباشرة في صلب الموضوع .. لايختلف اثنان اليوم على أننا نعيش في زمن تراجعت فيه المهام التنويرية، وحل محلها التعتيم الإعلامي باسم حرية التعبير، حتى أصبح الواحد منا بإمكانه أن يتجاهل مشاعر الغير .. ويعتدي على حقوقه .. بل وفي أغلب الأحيان يدوس على كرامته، كل هذا وتجده متعاليا ولايكون في حساباته منطق الاعتذار، معتقدا أنه هو صاحب الرأي الصائب وعلى الآخرين أن يتحملوا كل مايصدر عنه من أخطاء، سواء كانت متعمدة أم لا .
سبب هذه المقدمة يتجلى كما سبقت الإشارة إلى ذلك، في التصريح الذي أدلى به عبد الصمد بن الشريف الذي ترأس المهرجان المتوسطي للحسيمة في دورته السادسة في عدد يوم الثلاثاء الماضي على صفحات يومية الصباح، بحيث قال في حوار أجرته معه نفس اليومية : "أن الأجر الذي تقاضاه الفنان الجزائري ايدير هو 40 مليون سنتيم" وهذا ما دفعني في حينه لأنجاز مقال " تحت عنوان استضافة الفنانين الأجانب .. هدر لأموال الشعب .. وفتح باب سوق البطالة للفنانين المغاربة .. !
تطرقت فيه إلى ايلاء الاهتمام البالغ للفنان الأجنبي وإهمال نظيره المغربي، وتساءلت في ذات المقال عن المقابل الذي قدمه المطرب المعني بالأمر للشعب المغربي تجاه ما حصده من أموال، ولكن لم تمض سوى يومين حتى استيقظ صاحبنا من غفلته وأصدر تصريحا جديدا ينفي فيه أن يكون ايدير قد أخذ المبلغ المذكور أعلاه، وذلك عبر الجريدة التي سبق أن حاورته في أول الأمر، والحمد للـه على أنه لم يدعي بأن الجريدة هي التي حرفت أقواله، وهكذا صحح ( سيادة المدير) معلوماته، وتراجع عن أقواله السابقة، وبقدرة قادر أصبح الأجر الذي حصل عليه مطربهم الجزائري هو 7 آلاف أورو فقط - دائما حسب تصريح بن الشريف الجديد - ( سبحان مبدل الأحوال)
وعليه فإنني لم ولن أستغرب من هذا التراجع، لأنني أعلم مسبقا أن السيد بن الشريف وأمثاله كثيرون يتعرضون لضغوطات من قبل جهات ما .. تخاف من الجدل الذي قد يثيره عنها هذا النبأ، ( نبأ 40 مليون سنتيم ) وهي أصلا لا تريد أن يسمع عنها أنها تهمل الفنان المغربي في قعر داره، بينما تعز الوافد الأجنبي وتكرمه أيما تكريم على حساب قوت مبدعينا الذين يساهمون في بناء هذا الوطن كل من جهته.
وعملا بالمثل الذي يقول عش رجبا ترى عجبا، فإننا رأينا العجب في شعبان، رأينا كيف سمح مسؤول لنفسه أن لايكون دقيقا في تصريحاته، بحيث استطاع أن يدلي بتصريحين متناقضين خلال مدة جد وجيزة .. التصريحين اللذين أثارا دهشتي لأقصى حد .. أصبت بعدها بنوبة من الضحك، وذلك نظرا لما تسلح به صاحبهما من جرأة، ودون أن يفكر في عواقب ما جاء على لسانه من كلام متناض قد يفقده مصداقيته من جهة، ثم يضر بنا نحن أمة الصحافيين من جهة أخرى، نتمنى أن لايعود مرة أخرى بتصريح ثالث يفيد بأن ايدير ساهم في الحفل المذكور)في سبيل اللـه ) لكي لاينعث بأنه يحتقر ذاكرة المغاربة، كما قال أحدهم : »العرب لايقرؤون .. وإذا قرؤوا لايفهمون .. وإذا فهموا سريعا ما ينسون « ، عموما .. أرجو ألا يعتقد أحد انني ضد الرجل .. بالعكس، ولكن كل هدفي مما قلت سابقا، هو أن لا ينعث الصحفي في زمننا هذا بالكذاب، أو أي شيء من هذا القبيل.
وعلى هذا الأساس فلابد من إبداء هذه النصيحة التي ورثناها أبا عن جد .. وكبرت معنا، وأظن أن فضائلهاعنا كثيرة .. إنها : ) ميات تخميمة وتخميمة ولا ضربة بلمقص .. والفاهم يفهم )
21 غشت 2010







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق