ذكرى مولد الرسول الأعظم
صلوات اللـه وسلامه عليهيأتي علينا شهر ربيع الأول وهو يحمل معه معاني الذكرى العطرة لمولد سيد الخلق، وهادي البشرية إلى الطريق السوي، معلمنا وقائدنا ونور هويتنا محمد بن عبد اللـه صلى اللـه عليه وسلم إلى يوم الدين .. فسيرة هذا النبي الكريم معين لاينضب، وزاد لمن أراد أن يتزود بالتقوى ليسعد في الدنيا والآخرة، وان محبة المؤمنين لنبيهم عليه الصلاة والسلام، تتمثل في دراسة سيرته دراسة واعية، والاهتداء بهديه والعمل بسنته والدعاء بدعوته.
ولهذا فانه من اللازم على كل مؤمن تصديق النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم فيما أخبر، وطاعته فيما أمر.. وليعلم الجميع أن سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي الرسول الكريم، صلوات اللـه عليه وسلامه.
والجدير بالذكر أنه لما بعث اللـه النبي كان يعلم أنه سينير الطريق للأمة، ويسلك بها سبيل الهداية، وهكذا كان الرسول الأعظم القدوة الصالحة للمسلمين على مر الأجيال، فبهداه تهتدي البشرية في كل زمان ومكان، فهو السراج المنير .. وان اللـه جعل في شخصيته الكريمة الصورة الكاملة والواضحة لمنهج الإسلام وتعاليم القرآن، حيث قال في حقه ربنا جلت قدرته: " انك لعلى خلق عظيم "
وبالرجوع إلى الآية الكريمة يتضح أن ذكر سيد البشرية في مجالس السوء والسفاح وجلسات ( الشطيح والرديح ) شيء لايقوى على فعله إلا كل آثم، لأن الإقدام على مثل هذا الفعل يعد إساءة لرسولنا الكريم.
وبذكر الإساءة في حق النبي، يتبادر إلى الذهن مالقيه صلى اللـه عليه وسلم منذ البدايات الأولى لعهد النبوة .. لقد أسيء إليه من طرف قومه، لما لم يمتثلوا لدعوته إليهم للدخول في دين الإسلام .. كما أنهم نعتوه بشتى النعوت المشينة، وكذبوا نبوته، وانه لم تكن هذه الإساءة مقتصرة على تلك السنين الغابرة فحسب، بل لازالت سارية المفعول حتى خلال عصرنا هذا، ولايزال العباد يسيؤون إليه، - وما أكثرهم - وعلى سبيل المثال، حين يذكر اسمه عليه السلام يبخل الناس بالصلاة عليه، غير ممتثلين لقول اللـه عز وجل الذي قال: "إن اللـه وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"، ثم تتواصل الحملات المسيئة لخاتم النبيئين والمرسلين ولكافة المسلمين ومقدساتهم، من طرف رجال الدين الذين تشتم من كتاباتهم روائح الحقد على هذا الدين الحنيف.
وفي أوج الحرب المعلنة على الإسلام من طرف الغربيين الذين تشبعوا بالشائعة التي أوحت لهم بأن المسلمين أصبحوا مصدر تهديد للإنسانية جمعاء، وبكل وقاحة أطلقت الجريدة الدانماركية، الضجة الكبرى المتمثلة في نشرها على صفحاتها في شهر شتنبر من سنة 2005، الصور الكاريكاتورية وهي تسخر من الرسول الكريم صلى اللـه عليه وسلم، وهذا يعد مثال صارخ للسلوك المشين، الذي دفع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها للتحرك لنصرة المصطفى عليه أزكى السلام، ولكن سرعان ما لبث أن خبت شعلة قلوب الذين تحمسوا لهذه النصرة، وبذلك عادت حليمة لعاداتها القديمة، بحيث لم يمهلونا السفلة الوقت الكافي لنخرج من مسلسل هذه الإساءات القديمة، منها والحديثة التي أساءت إلى مشاعر المسلمين جميعهم، حتى أطل علينا أحدهم من خلال قناة إسرائيلية (مشارك) في أحد برامجها وهو يشير إلى حذائه الذي في رجليه ويقول بكل وقاحة، ودون أن تحمر وجنتيه من الخجل : هذا محمد، وهكذا، يزكون تماديهم في الإساءة إلى نبينا العظيم عليه السلام، دون اي احترام لمسلمي هذا الكون.
وللتذكير، فهناك إساءات أخرى ومن نوع آخر- وهذا هو بيت القصيد - تصدر عن بعض المكونين لمجالس الغناء والترفيه .. والسهرات الماجنة، وأماكن اللهو، وأقصد هنا المغنين والمغنيات (المسلمين) ياحسرة، الذين بلا حياء يسمحون لأنفسهم خلال السهرات التي تبث على شاشتي تلفزتينا المغربيتين (الأولى والثانية) ، وكذا حفلات الأعراس، بإدراج اسم سيد العالمين، ليتغنوا به ضمن كلامهم الفاحش .. الزنقوي الذي يخدش الحياء، وما يرافقه من حركات مشبوهة .. غير آبهين ما لهذا الاسم العظيم من شأن وما له من فضل على البشرية، وما يلزم من تقدير لشخص النبي صلاة اللـه وسلامه عليه، بحيث يطلقون العنان لألسنتهم وهم يتفوهون بالكلام المذكور، بالنطق بالصلاة والسلام على النبي، كقولهم مثلا:
( الصلاة والسلام على رسول اللـه، اللـه مع الجاه العالي، ويتبعونها بالزغاريد وهلم جرا ..(! ، وهذا بدل أن يذكروا الرسول الكريم في مجالس العبادات والذكركما يجب ذلك.
وعليه .. أرى من جهة، أن العيب كل العيب يبقى على المسؤولين الذين بيدهم زمام أمور القناتين الذين يخطؤون بفتح الباب على مصراعيه لكل من كذبت عليه نفسه وأوهمته بأنه أصبح فنانا، ليتجرأ ويطنب أسماع عباد اللـه بكلام ساقط، يفسد الأذواق، ويندى له الجبين، مع مايوازي ذلك من تطاول على ذكر اسم سيد الثقلين، ومن جهة أخرى أن بعض الذين في قلوبهم مرض، لم تعد قلوبهم تستوعب حب النبي، الذي قال : " لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " صدق رسول اللـه.
تصرفات من هذا النوع تجعلنا نتساءل .. أين نحن من الفن الذي يظلمونه بانتمائهم إليه وهم يجهلون قواعده من جراء أميتهم الثقافية والفنية على حد السواء، حتى أنهم يقدمون على خلط ذكر اسم أشرف خلق اللـه في هذا الوجود مع كلامهم الفاضح المبتذل، ويجيزون لأنفسهم باتخاذ عبارة الصلاة والسلام لازمة لأغانيهم الرديئة ، أو ليس هذا استخفاف بأذواق المشاهدين، وإساءة لمقدساتهم، وتطاول على الميدان الفني الذي يتوجب على رائده أن يكون مسلحا بالمباديء التربوية والخلقية قبل كل شيء .. ثم الثقافة الفنية التي تؤهل ( رائد الميدان ) لأداء رسالته النبيلة على أحسن وجه .. أليس الفن في حد ذاته أخلاق ووعي ..؟
وأخيرا، وفي خضم هذه الحملات الشنعاء، يجب أن ننصر رسولنا، ويجب أن تكون نصرته دائمة، لنحظى بشفاعته يوم القيامة، ولاننسى مصير الذين أساؤوا إليه، وسخروا منه ومن رسالته، وهم الذين قال فيهم ربنا عز وجل: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) صدق اللـه العظيم.
03 مارس 2009
صلوات اللـه وسلامه عليهيأتي علينا شهر ربيع الأول وهو يحمل معه معاني الذكرى العطرة لمولد سيد الخلق، وهادي البشرية إلى الطريق السوي، معلمنا وقائدنا ونور هويتنا محمد بن عبد اللـه صلى اللـه عليه وسلم إلى يوم الدين .. فسيرة هذا النبي الكريم معين لاينضب، وزاد لمن أراد أن يتزود بالتقوى ليسعد في الدنيا والآخرة، وان محبة المؤمنين لنبيهم عليه الصلاة والسلام، تتمثل في دراسة سيرته دراسة واعية، والاهتداء بهديه والعمل بسنته والدعاء بدعوته.
ولهذا فانه من اللازم على كل مؤمن تصديق النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم فيما أخبر، وطاعته فيما أمر.. وليعلم الجميع أن سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي الرسول الكريم، صلوات اللـه عليه وسلامه.
والجدير بالذكر أنه لما بعث اللـه النبي كان يعلم أنه سينير الطريق للأمة، ويسلك بها سبيل الهداية، وهكذا كان الرسول الأعظم القدوة الصالحة للمسلمين على مر الأجيال، فبهداه تهتدي البشرية في كل زمان ومكان، فهو السراج المنير .. وان اللـه جعل في شخصيته الكريمة الصورة الكاملة والواضحة لمنهج الإسلام وتعاليم القرآن، حيث قال في حقه ربنا جلت قدرته: " انك لعلى خلق عظيم "
وبالرجوع إلى الآية الكريمة يتضح أن ذكر سيد البشرية في مجالس السوء والسفاح وجلسات ( الشطيح والرديح ) شيء لايقوى على فعله إلا كل آثم، لأن الإقدام على مثل هذا الفعل يعد إساءة لرسولنا الكريم.
وبذكر الإساءة في حق النبي، يتبادر إلى الذهن مالقيه صلى اللـه عليه وسلم منذ البدايات الأولى لعهد النبوة .. لقد أسيء إليه من طرف قومه، لما لم يمتثلوا لدعوته إليهم للدخول في دين الإسلام .. كما أنهم نعتوه بشتى النعوت المشينة، وكذبوا نبوته، وانه لم تكن هذه الإساءة مقتصرة على تلك السنين الغابرة فحسب، بل لازالت سارية المفعول حتى خلال عصرنا هذا، ولايزال العباد يسيؤون إليه، - وما أكثرهم - وعلى سبيل المثال، حين يذكر اسمه عليه السلام يبخل الناس بالصلاة عليه، غير ممتثلين لقول اللـه عز وجل الذي قال: "إن اللـه وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"، ثم تتواصل الحملات المسيئة لخاتم النبيئين والمرسلين ولكافة المسلمين ومقدساتهم، من طرف رجال الدين الذين تشتم من كتاباتهم روائح الحقد على هذا الدين الحنيف.
وفي أوج الحرب المعلنة على الإسلام من طرف الغربيين الذين تشبعوا بالشائعة التي أوحت لهم بأن المسلمين أصبحوا مصدر تهديد للإنسانية جمعاء، وبكل وقاحة أطلقت الجريدة الدانماركية، الضجة الكبرى المتمثلة في نشرها على صفحاتها في شهر شتنبر من سنة 2005، الصور الكاريكاتورية وهي تسخر من الرسول الكريم صلى اللـه عليه وسلم، وهذا يعد مثال صارخ للسلوك المشين، الذي دفع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها للتحرك لنصرة المصطفى عليه أزكى السلام، ولكن سرعان ما لبث أن خبت شعلة قلوب الذين تحمسوا لهذه النصرة، وبذلك عادت حليمة لعاداتها القديمة، بحيث لم يمهلونا السفلة الوقت الكافي لنخرج من مسلسل هذه الإساءات القديمة، منها والحديثة التي أساءت إلى مشاعر المسلمين جميعهم، حتى أطل علينا أحدهم من خلال قناة إسرائيلية (مشارك) في أحد برامجها وهو يشير إلى حذائه الذي في رجليه ويقول بكل وقاحة، ودون أن تحمر وجنتيه من الخجل : هذا محمد، وهكذا، يزكون تماديهم في الإساءة إلى نبينا العظيم عليه السلام، دون اي احترام لمسلمي هذا الكون.
وللتذكير، فهناك إساءات أخرى ومن نوع آخر- وهذا هو بيت القصيد - تصدر عن بعض المكونين لمجالس الغناء والترفيه .. والسهرات الماجنة، وأماكن اللهو، وأقصد هنا المغنين والمغنيات (المسلمين) ياحسرة، الذين بلا حياء يسمحون لأنفسهم خلال السهرات التي تبث على شاشتي تلفزتينا المغربيتين (الأولى والثانية) ، وكذا حفلات الأعراس، بإدراج اسم سيد العالمين، ليتغنوا به ضمن كلامهم الفاحش .. الزنقوي الذي يخدش الحياء، وما يرافقه من حركات مشبوهة .. غير آبهين ما لهذا الاسم العظيم من شأن وما له من فضل على البشرية، وما يلزم من تقدير لشخص النبي صلاة اللـه وسلامه عليه، بحيث يطلقون العنان لألسنتهم وهم يتفوهون بالكلام المذكور، بالنطق بالصلاة والسلام على النبي، كقولهم مثلا:
( الصلاة والسلام على رسول اللـه، اللـه مع الجاه العالي، ويتبعونها بالزغاريد وهلم جرا ..(! ، وهذا بدل أن يذكروا الرسول الكريم في مجالس العبادات والذكركما يجب ذلك.
وعليه .. أرى من جهة، أن العيب كل العيب يبقى على المسؤولين الذين بيدهم زمام أمور القناتين الذين يخطؤون بفتح الباب على مصراعيه لكل من كذبت عليه نفسه وأوهمته بأنه أصبح فنانا، ليتجرأ ويطنب أسماع عباد اللـه بكلام ساقط، يفسد الأذواق، ويندى له الجبين، مع مايوازي ذلك من تطاول على ذكر اسم سيد الثقلين، ومن جهة أخرى أن بعض الذين في قلوبهم مرض، لم تعد قلوبهم تستوعب حب النبي، الذي قال : " لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " صدق رسول اللـه.
تصرفات من هذا النوع تجعلنا نتساءل .. أين نحن من الفن الذي يظلمونه بانتمائهم إليه وهم يجهلون قواعده من جراء أميتهم الثقافية والفنية على حد السواء، حتى أنهم يقدمون على خلط ذكر اسم أشرف خلق اللـه في هذا الوجود مع كلامهم الفاضح المبتذل، ويجيزون لأنفسهم باتخاذ عبارة الصلاة والسلام لازمة لأغانيهم الرديئة ، أو ليس هذا استخفاف بأذواق المشاهدين، وإساءة لمقدساتهم، وتطاول على الميدان الفني الذي يتوجب على رائده أن يكون مسلحا بالمباديء التربوية والخلقية قبل كل شيء .. ثم الثقافة الفنية التي تؤهل ( رائد الميدان ) لأداء رسالته النبيلة على أحسن وجه .. أليس الفن في حد ذاته أخلاق ووعي ..؟
وأخيرا، وفي خضم هذه الحملات الشنعاء، يجب أن ننصر رسولنا، ويجب أن تكون نصرته دائمة، لنحظى بشفاعته يوم القيامة، ولاننسى مصير الذين أساؤوا إليه، وسخروا منه ومن رسالته، وهم الذين قال فيهم ربنا عز وجل: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) صدق اللـه العظيم.
03 مارس 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق